بوابة مصر الجديدة

منتجات منتهية الصلاحية تهدد صحة أهالي رأس العين

تعرض عدة أشخاص خلال الأسبوعين الماضيين لحالات تسمم غذائي في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، إثر تناول منتجات غذائية وحلويات منتهية الصلاحية اشتروها من محال تجارية في المنطقة.

ويشتكي الأهالي من تكرار هذه الحالات، مطالبين الجهات المسؤولة بوضع حد لما اعتبروه “ظاهرة خطيرة” تهدد سلامتهم وصحة أطفالهم.

منتشرة في المحال

كثرت المنتجات منتهية الصلاحية في المحال التجارية، ما يزيد من مخاطر تعرض الأهالي للتسمم الغذائي، ويجعل من تفقد صلاحية المواد قبل شرائها أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحتهم وسلامة أطفالهم.

وخلال جولة عصام العمران (35 عامًا) في أحد محال بيع المواد الغذائية بمدينة رأس العين، لفته انخفاض سعر كيس أرز بوزن عشرة كيلوغرامات، فاشترى كيسين، لكنه تفاجأ بعد العودة إلى المنزل بوجود دود وحشرات داخل الكيس وتغير لون الأرز من الأبيض إلى البني القاتم.

وبالاطلاع على معلومات المنتج، تبين لعصام أن الأرز منتهي الصلاحية منذ أكثر من تسعة أشهر.

وذكر أنه أعاد الأرز إلى صاحب المحل، الذي طلب عدم الحديث عن الواقعة ووعده بتقديم مواد غذائية مجانية، إلا أنه رفض ذلك وقدم شكوى رسمية بحق صاحب المتجر.

وتعرضت سارة المحمد (46 عامًا) وأطفالها الثلاثة لحالة تسمم غذائي بعد شرائها علبة جبن من أحد المحال التجارية في المدينة، ما استدعى بقاءهم تحت الرعاية الطبية لمدة يومين كاملين.

وقالت إنها كانت معتادة سابقًا شراء هذا النوع من الجبن لتحضير الفطور لعائلتها دون أن تواجه أي مشكلة في المرات السابقة.

وأضافت أنه بعد عودتها لتفقد تاريخ الجبن، تبيّن أنه منتهي الصلاحية منذ خمسة أشهر، وهو ما تسبب بحالة التسمم لها ولعائلتها.

وأشارت إلى أنها اعتادت عند كل عملية شراء لمادة غذائية أن تتحقق من تاريخ الصلاحية خوفًا من تكرار مثل هذه الحوادث، إلا أن استعجالها هذه المرة جعلها تغفل عن ذلك.

تخفيضات لتصريف البضائع

يلجأ بعض التجار إلى طرح عروض على المواد المنتهية الصلاحية، حيث تُباع بنصف قيمتها أو أقل، ما يجذب الزبائن الباحثين عن الأسعار المنخفضة دون انتباه إلى خطورة استهلاك تلك المنتجات.

مصطفى الحمد، أحد تجار المواد الغذائية في مدينة رأس العين، قال لعنب بلدي، إن بعض تجار الجملة يعرضون المواد التي شارفت مدة صلاحيتها على الانتهاء أو انتهت بالفعل بأسعار مخفّضة لأصحاب “البقاليات” والمحال الصغيرة.

وأوضح أن التخفيضات تصل إلى 60%، فمثلًا تنخفض علبة “المرتديلا” من 3500 ليرة سورية إلى 1400 ليرة، وعلبة “الإندومي” من 3000 ليرة إلى 1200 ليرة، ما يدفع الكثير من أصحاب المحال لشراء هذه المواد بهدف تحقيق هامش ربح أكبر.

وبيّن أن التجار وأصحاب المحال يلجؤون لهذا الأسلوب لتصريف بضائعهم قبل دخول العام الجديد، خصوصًا مع ركود حركة البيع وارتفاع التكاليف التشغيلية.

وذكر أنه يعمل في هذا المجال منذ 20 عامًا، وأنه يتجنب بيع المواد المنتهية حرصًا على سمعته و للحفاظ على زبائنه الذين اعتادوا الشراء منه لسنوات طويلة.

وسجّل مستشفى “رأس العين” خلال أسبوعين ثماني حالات تسمّم غذائي، بسبب استهلاك مواد منتهية الصلاحية أو مخزّنة بطريقة غير صحية.

مراقبة مستمرة للأسواق

المتحدث باسم المجلس المحلي، زياد ملكي، قال لعنب بلدي، إن ظاهرة بيع المواد المنتهية الصلاحية تتكرر مع اقتراب كل نهاية عام، نتيجة محاولة بعض التجار تصريف بضائعهم قبل دخول السنة الجديدة.

وأوضح أن المجلس المحلي أوعز لمديرية التموين والضابطة منذ بداية الشهر الحالي بتسيير دوريات مستمرة في الأسواق لمراقبة المحال التجارية وضبط المواد منتهية الصلاحية.

وأضاف أن المديرية سجّلت ضبوطًا بحق 12 محلًا يبيع مواد منتهية الصلاحية، إلى جانب “تشميع” (إغلاق) عدد من هذه المحال وتحويل أصحاب بعضها إلى القضاء.

وأشار إلى ضرورة تعاون الأهالي مع المديرية عند اكتشاف أي مواد منتهية في الريف أو المدينة، مؤكدًا أن فرق التموين جاهزة على مدار الساعة لتقديم خدماتها للسكان في أي وقت.

وتعد الليرة السورية العملة المتداولة في المنطقة، لكن واقعها المضطرب أرهق الأهالي، أما العملة الثانية فهي الليرة التركية (غير متداولة بكثرة) بسبب متاخمة المدينة الحدود التركية، والثالثة هي الدولار الأمريكي

وتقع رأس العين بمحاذاة الحدود التركية، وتسيطر عليها الحكومة السورية، بينما تحيط بها جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إذ يعتبر منفذها الوحيد نحو الخارج هو الحدود التركية.

منتجات منتهية الصلاحية تنتشر في أسواق رأس العين

أخبار متعلقة :