(CNN) -- حذرت الرئيسة الجديدة للاستخبارات البريطانية، بلايز متريويلي، في أول خطاب علني لها، الاثنين، من أن المملكة المتحدة "تعمل الآن في مساحة بين السلم والحرب" وأن "خط المواجهة موجود في كل مكان"، وسط تصاعد التوترات مع روسيا.
وأصبحت متريويلي أول امرأة تتولى رئاسة الاستخبارات البريطانية (MI6) في تاريخها الممتد لـ 116 عامًا عندما تولت منصبها هذا الخريف.
ويُشار إلى رئيس الجهاز عادةً بالحرف "C"، وهو العضو الوحيد الذي يُعلن عن اسمه علنًا في هذه المنظمة السرية للغاية.
وفي خطاب ألقته في مقرالاستخبارات بلندن، سلطت متريويلي الضوء على "التهديد الخطير" الذي تشكله روسيا، ونددت بمحاولات موسكو "للتخويف ونشر الذعر والتلاعب".
وقالت: "ما زلنا جميعًا نواجه خطر روسيا العدوانية والتوسعية، التي تسعى إلى إخضاع أوكرانيا ومضايقة حلف الناتو، الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) يماطل في المفاوضات ويحمل شعبه تكلفة الحرب".
وشددت متريويلي على ضرورة "إتقان التكنولوجيا الجديدة"، وقالت إن "التطورات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا يمكن أن تتضافر لتخلق أدوات أشبه بأدوات الخيال العلمي التي يمكن استخدامها كأسلحة خطيرة".
وسبق أن قادت رئيسة الجهاز فرق التكنولوجيا والابتكار التابعة للجهاز، وهو منصب اشتهر باسم "Q" في أفلام العميل البريطاني الشهير جيمس بوند.
قد يهمك أيضاً
وحذرت رئيسة جهاز الاستخبارات الجديدة من الحاجة إلى تسخير "كل بايت من البيانات لتحقيق الميزة الاستراتيجية للمملكة المتحدة، بدءًا من الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي يمكن أن يكون لها آثار مدمرة في ساحة المعركة، وصولًا إلى الخوارزميات التي يمكن أن تصبح قوية مثل الدول".
وسلطت الضوء على "المشهد المعقد والمتزايد للتهديدات التي تواجه المملكة المتحدة، والتي تتعرض للتحدي من البحر إلى الفضاء ومن ساحة المعركة إلى غرف الاجتماعات، وحتى عقولنا، حيث يؤثر التضليل على فهمنا لبعضنا البعض ولأنفسنا".
كما أكدت على "أهمية الدور البشري في مواجهة التهديدات التي تُهدد أمن المملكة المتحدة"، وقالت: "التحدي الأبرز في القرن الحادي والعشرين ليس فقط من يمتلك أقوى التقنيات، بل من يُوجهها بأكبر قدر من الحكمة. فأمننا وازدهارنا وإنسانيتنا تعتمد على ذلك".
في عالم "أكثر خطورة وتأثرًا بالتكنولوجيا"، دعت إلى "إعادة اكتشاف إنسانيتنا المشتركة لتحديد مسار المستقبل، فعالمنا يُعاد تشكيله، ولأول مرة، نحن جميعًا في قلب هذا التغيير".
وأضافت: "ليس ما نستطيع فعله هو ما يُحددنا، بل ما نختار فعله. هذا الخيار - ممارسة الإرادة البشرية - شكّل عالمنا من قبل، وسيشكله مرة أخرى".
ويأتي الخطاب بعد أسبوع واحد فقط من خطاب وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، التي سلطت فيه الضوء على تهديد حرب المعلومات.
وقالت كوبر إن الحكومة فرضت عقوبات على العديد من المنظمات والأفراد المسؤولين عن "شن حرب المعلومات الروسية"، بالإضافة إلى شركتين مقرهما في الصين بسبب "أنشطتهما السيبرانية الواسعة والعشوائية ضد المملكة المتحدة حلفائها".
في وقت سابق من هذا العام، أطلق جهاز الاستخبارات بوابة إلكترونية تهدف إلى استخدام شبكة الإنترنت المظلمة لجذب الجواسيس المحتملين لإرسال معلومات سرية، مع التركيز بشكل خاص على روسيا.
وجاء هذا بعد أن استخدم رئيس جهاز الاستخبارات السابق ريتشارد مور خطابًا عامًا نادرًا في 2023 لمناشدة المواطنين الروس بالتجسس لصالح المملكة المتحدة.
ويقول خبراء الأمن إن روسيا تشن "حربًا هجينة" على حلفاء أوكرانيا الغربيين، في أعقاب غزو موسكو لجارتها.
وفي المملكة المتحدة، قالت الشرطة إن عملاء مدعومين من روسيا أضرموا النار في مصانع مرتبطة بأوكرانيا.
وفي أماكن أخرى من أوروبا، أدت طائرات بدون طيار شوهدت بالقرب من المطارات إلى توقف الرحلات الجوية،
وتم انتهاك المجال الجوي لحلف الناتو في بولندا ورومانيا، وتعرضت الكابلات البحرية للتشويش في بحر البلطيق، مما أثار مخاوف من أعمال تخريب.
ولم تُعلن روسيا مسؤوليتها عن أي تورط في هذه الحوادث.







0 تعليق