أوراكل يهوي 5% بعد تعثر تمويل مركز بيانات ميشيغان

مباشر (اقتصاد) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مباشر- يواجه مشروع مركز بيانات شركة "أوراكل" العملاق في ولاية ميشيغان الأمريكية، والذي تقدر تكلفته بنحو 10 مليارات دولار، حالة من عدم اليقين بعد تعثر المفاوضات التمويلية مع شركة "بلو أول كابيتال". وأفادت مصادر مطلعة أن "بلو أول"، التي تعد أكبر شريك لشركة أوراكل في مجال البنية التحتية الرقمية، قررت عدم دعم الصفقة الخاصة بالمنشأة الجديدة بقدرة 1 جيجاوات والمخصصة لخدمة شركة "OpenAI". ويأتي هذا الانسحاب المفاجئ في وقت تزداد فيه مخاوف المستثمرين والمقرضين بشأن الارتفاع الحاد في مستويات ديون "أوراكل" والإنفاق الهائل للمجموعة على تقنيات الذكاء الاصطناعي وفق رويترز.

وتشير التقارير إلى أن انهيار محادثات التمويل يضع منشأة ميشيغان في موقف حرج، خاصة وأن "أوراكل" لم توقع بعد مع شريك مالي بديل لتغطية الاستثمارات المطلوبة. وكانت "بلو أول" تلعب دوراً محورياً في استراتيجية لاري إليسون، مؤسس "أوراكل"، عبر إنشاء شركات ذات غرض خاص تمتلك مراكز البيانات وتؤجرها للمجموعة بعقود طويلة الأمد. ومع تراجع أسهم أوراكل بنسبة تزيد عن 40% منذ سبتمبر الماضي، ضغط المقرضون من أجل فرض شروط تأجير وديون أكثر صرامة، مما جعل الصفقة أقل جاذبية من الناحية المالية لشركاء رأس المال الخاص.

تعكس هذه الاضطرابات التمويلية الضغوط المتزايدة على استراتيجية البنية التحتية لشركة "أوراكل"، التي شرعت في موجة إنفاق ضخمة لبناء مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في الأشهر الأخيرة. ووفقاً لأحدث التقارير المالية، قفز صافي ديون الشركة إلى حوالي 105 مليارات دولار بنهاية نوفمبر، وسط توقعات من بنك "مورجان ستانلي" بأن يرتفع هذا الرقم إلى نحو 290 مليار دولار بحلول عام 2028. كما كشفت ملفات تنظيمية أن التزامات الإيجار الخاصة بالشركة تضاعفت لتصل إلى 248 مليار دولار، ما أثار قلق وكالات التصنيف الائتماني والمحللين حول قدرة الشركة على الاستدامة المالية.

ورغم الأزمة الحالية، أكدت "أوراكل" أن شريك التطوير العقاري "ريلتيد ديجيتال" اختار شريك أسهم جديداً لتعويض انسحاب "بلو أول"، مشيرة إلى أن المفاوضات النهائية تسير وفق الجدول الزمني المحدد. ومع ذلك، يرى خبراء أن أوراكل تواجه شروطاً تعاقدية أكثر قسوة مقارنة بمنافسين مثل أمازون ومايكروسوفت، حيث يفضل المقرضون التعامل مع مزودي خدمات سحابية يتمتعون بخبرة أوسع ومشاريع أقل عرضة للمضاربة، مما يضع أعباءً إضافية على المجموعة في سعيها لتوفير قوة الحوسبة لشركات مثل "OpenAI".

يعد موقع ميشيغان، المخطط بناؤه بالقرب من مدينة "آن أربور"، جزءاً جوهرياً من اتفاقية تاريخية بقيمة 300 مليار دولار وقعتها أوراكل مع شركة "OpenAI" لتزويدها بـ 4.5 جيجاوات من قوة الحوسبة على مدار السنوات الخمس المقبلة. ومع ذلك، لم يخلُ المشروع من المشاكل الميدانية منذ انطلاقه في أغسطس الماضي، حيث واجه اعتراضات من السلطات المحلية بشأن إعادة تقسيم الأراضي الزراعية، وانتهى الأمر بتسوية قانونية تسمح ببدء البناء في الربع الأول من العام المقبل، وسط مخاوف من تأخيرات إضافية قد ترفع تكلفة المشروع.

وتسعى "أوراكل" جاهدة للحفاظ على زخم مشاريعها الضخمة الأخرى، مثل موقع "أبيلين" في تكساس وحرم "نيو مكسيكو" الجامعي، والتي تعتمد في تمويلها بشكل كبير على قروض بمليارات الدولارات من بنوك كبرى مثل "جيه بي مورجان". وفي ظل هذه التعقيدات المالية واللوجستية، يبقى الرهان قائماً على قدرة لاري إليسون في إقناع مستثمرين جدد مثل "بلاكستون" بالدخول كشركاء ماليين، لتفادي توقف مشاريع البنية التحتية التي تعتبر المحرك الرئيسي لطموحات الشركة في الهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق