(CNN) -- تجاهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المخاوف بشأن ارتباطات مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف بالكرملين بعد أن قدمت نسخة جديدة من مكالمة هاتفية نظرة نادرة على كيفية تقديم كبير المفاوضين في فريق الرئيس الأمريكي المشورة لنظيره الروسي.
ففي التسجيل الصوتي المُسجّل بتاريخ 14 أكتوبر/تشرين الأول، والذي راجعته "بلومبرغ" وفرّغته، يُقدّم ويتكوف نصائحه لكبير مستشاري السياسة الخارجية الروسي، يوري أوشاكوف، حول كيفية تعامل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع مكالمة هاتفية مع ترامب. ويُقدّم النصّ نظرة جديدة مهمة حول المحادثات التي جرت خلف الكواليس، والتي أسفرت عن خطة سلام من 28 نقطة، كانت محور مناقشات مكثفة بين إدارة ترامب وروسيا وأوكرانيا في الأيام الأخيرة.
قد يهمك أيضاً
وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية مساء الثلاثاء عندما سُئل عن نص المكالمة: "عليه أن يبيع هذا لأوكرانيا، عليه أن يبيع أوكرانيا لروسيا. هذا ما يفعله صانع الصفقات"، حسب قوله.
وأردف الرئيس الأمريكي قائلا عن التسجيل: "لم أسمع به، لكنني سمعت أنه كان تفاوضًا تقليديًا. وأظن أنه يقول الشيء نفسه لأوكرانيا، لأن كل طرف عليه أن يأخذ ويرد".
وأثار هذا التسجيل قلق بعض "صقور الحزب الجمهوري" المناهضين لروسيا في الكونغرس، الذين أكدوا أن ويتكوف كان تحت تأثير روسيا بشكل مفرط. ودعا النائب دون باكون إلى إقالته.
وكتب باكون عبر "إكس"، تويتر سابقا: "بالنسبة لمعارضي الغزو الروسي، والذين يريدون أن تنتصر أوكرانيا كدولة ذات سيادة وديمقراطية، من الواضح أن ويتكوف يُفضّل الروس تمامًا. لا يُمكن الوثوق به لقيادة هذه المفاوضات. هل سيفعل عميل روسي مأجور أقل مما فعله؟".
من جانبه، وصف النائب برايان فيتزباتريك الأمر بأنه "مشكلة كبيرة. وأحد الأسباب العديدة لضرورة وقف هذه العروض الجانبية السخيفة والاجتماعات السرية".
وعندما سُئل ترامب عما إذا كان قلقًا من أن يكون ويتكوف "مؤيدًا لروسيا" أكثر من اللازم، قال إن الحرب قد "تستمر لسنوات"، مضيفًا: "لدى روسيا عدد أكبر بكثير من الناس، ولديها عدد أكبر بكثير من الجنود. لذا أعتقد أنه إذا تمكنت أوكرانيا من إبرام صفقة، فسيكون ذلك أمرًا جيدًا".
وفي الوقت نفسه، أعرب أوشاكوف عن إحباطه إزاء التسريب، وقال، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية: "بعض هذه التسريبات مُفبرك. أما البعض الآخر فأفضّل عدم التعليق عليه إطلاقًا، فمثلًا، محادثاتي مع ويتكوف سرية. لا ينبغي لأحد الكشف عنها. لا أحد!".
وقال بريت ماكغورك، محلل الشؤون العالمية في شبكة CNN، والذي شغل مناصب عليا في مجال الأمن القومي في عهد رؤساء عدة، إنه بصفته مفاوضًا سابقًا، كان أول ما خطر بباله أن المكالمة ربما سُرّبت من قِبل جهاز استخبارات أجنبي. كما صرّح لجون بيرمان، مراسل CNN، يوم الثلاثاء، بأنه من غير الواضح ما إذا كان هذا هو النص الكامل للمكالمة.
وأضاف ماكغورك أنه يبدو أن المفاوضين يجب أن يعيدوا تنظيم صفوفهم: "أنا أرى أن هذا الأمر ينحرف عن اتجاهه إن لم يكن في تراجع".
ووفقًا لنص المكالمة الذي نشرته بلومبرغ، نصح ويتكوف أوشاكوف بتشجيع رئيسه على تهنئة ترامب على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس عند اتصال الزعيمين. وقد حدث ذلك بالفعل بعد يومين.
وقال ترامب في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تحدث الزعيمان في أكتوبر/تشرين الأول: "هنأني الرئيس بوتين والولايات المتحدة على تحقيق السلام العظيم في الشرق الأوسط، وهو أمرٌ طالما حلمنا به منذ قرون، على حد قوله. أعتقد أن هذا النجاح في الشرق الأوسط سيُسهم في مفاوضاتنا لإنهاء الحرب مع روسيا وأوكرانيا".
ومن الجدير بالذكر أن ويتكوف شجع أوشاكوف في المكالمة على أن يتحدث الزعيمان قبل أن يجري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثات مع ترامب في البيت الأبيض.
وكان ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع بوتين في 16 أكتوبر/تشرين الأول، وبدا أن المحادثة التي استمرت ساعتين ونصف قد أدت إلى تحول في نبرة الرئيس الأمريكي تجاه روسيا بعد أسابيع من الإحباط بسبب عدم إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب.
وفي اليوم التالي، استضاف ترامب زيلينسكي في البيت الأبيض لتناول غداء عمل تحوّلت أجواؤه إلى التوتر عندما أصر ترامب على أن تقدم أوكرانيا تنازلات إقليمية لروسيا لإنهاء الحرب، وفقًا لمسؤولين أوروبيين مطلعين على الاجتماع في ذلك الوقت.
وقال المسؤولون إن ترامب، الذي أيد لاحقًا تجميد خطوط القتال الحالية كجزء من تسوية سلمية، شعر بالإحباط ورفع صوته عدة مرات.
وطرح ويتكوف أيضًا خلال مكالمته مع أوشاكوف فكرة وضع "مقترح سلام من عشرين نقطة" على غرار جهوده في غزة. وأدى ذلك في النهاية إلى مقترح سلام من 28 نقطة، تضمن العديد من التنازلات لروسيا، بما في ذلك تنازل كييف عن أراضٍ، والتخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتقييد حجم جيشها.
وبعد المحادثات الدبلوماسية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في جنيف بسويسرا، وبين الولايات المتحدة وروسيا في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، تغيرت معالم هذه الخطة.
ووصف وزير الخارجية ماركو روبيو يوم الأحد الخطة بأنها "وثيقة حية وتتنفس".
ومن المتوقع الآن أن يسافر ويتكوف إلى موسكو لإجراء مفاوضات إضافية الأسبوع المقبل، وفقًا لترامب، الذي قال للصحفيين إن صهره جاريد كوشنر قد ينضم إلى المبعوث أيضًا.
ومن المتوقع أيضًا أن يسافر وزير الجيش دان دريسكول إلى كييف في وقت لاحق من هذا الأسبوع لإجراء محادثات السلام.
وأشار ترامب إلى أنه سيكون منفتحا على لقاء زيلينسكي وبوتين، ولكن ليس قبل أن يصبح الاتفاق نهائيا أو في مراحله النهائية.
وعندما سُئل إن كان ذلك يعني مرونةً في موعده النهائي في عيد الشكر، قال: "ليس لديّ موعد نهائي... هل تعلم ما هو الموعد النهائي بالنسبة لي؟ عندما يُنجز الأمر".
أخبار متعلقة :