بوابة مصر الجديدة

"غياب" لافروف عن اجتماع مع بوتين.. لماذا دق ناقوس الخطر في روسيا؟

تحليل بقلم ناثان هودج من شبكة CNN

(CNN) --  الأنباء الواردة من موسكو ليست جديدة: لا يزال وزير الخارجية سيرغي لافروف في منصبه.

والجمعة، سعى المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إلى تهدئة التكهنات الإعلامية المكثفة حول تعديل وزاري محتمل في أعلى مستويات السياسة الخارجية الروسية. والسبب؟ غياب وزير الخارجية البارز عن اجتماع مجلس الأمن الروسي، الأربعاء، عندما طرح الرئيس فلاديمير بوتين إمكانية إجراء تجارب نووية شاملة.

وقال بيسكوف في اتصال هاتفي مع الصحفيين، الجمعة: "هذه التقارير عارية عن الصحة تماما، لافروف لا يزال يشغل منصب وزير الخارجية بالطبع".

ولكي يُعتبر هذا خبرا جديدا، لا بد من اللجوء إلى تحليلات الكرملين، فالأربعاء، أثارت صحيفة كوميرسانت الروسية الاقتصادية - نقلاً عن "مصادر مطلعة" - دهشة واسعة بتقريرها أن الدبلوماسي المخضرم "تغيب بموافقة" عن الاجتماع رفيع المستوى مع بوتين.

علاوة على ذلك، أشار مراقبون إلى أن لافروف كان العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن الذي تغيب عن الاجتماع.

قد يهمك أيضاً

وفي موازاة ذلك، اتضح أن وزير الخارجية لن يقود الوفد الروسي إلى قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ في وقت لاحق من هذا الشهر: فقد وقّع بوتين في 4 نوفمبر/تشرين الثاني مرسوماً بتعيين مسؤول أدنى، نائب رئيس ديوان الرئاسة، مكسيم أوريشكين، لرئاسة الوفد.

وطرحت تساؤلات بسرعة: هل كان لافروف على خلاف مع بوتين، وهل هذا مؤشر على تغيير محتمل في الحكومة الروسية؟

وجاءت أنباء غياب لافروف بعد أسبوعين فقط من انهيار خطة لعقد قمة شخصية في بودابست بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 وكان لافروف الرجلَ الرئيسيَ لروسيا لتحقيق ذلك، ولكن بعد اتصال هاتفي بينه وبين نظيره الأمريكي ماركو روبيو، تم تجميد القمة. 

وذكر مسؤولون أمريكيون أن الروس لم يتراجعوا عن موقفهم المتشدد تجاه أوكرانيا؛ وتبعتهم إدارة ترامب بفرض عقوبات جديدة على موسكو.

ولكن إذا كانت هناك ردود فعل سلبية في موسكو على ما يبدو من انتكاسة دبلوماسية، يبدو أن الكرملين حريص على إبقاء أي خلافات داخلية بعيدة عن الأنظار.

 وردًا على سؤال من شبكة CNN عما إذا كان لافروف لا يزال في منصبه، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا إنه لا يزال في منصبه؛ وأكدت غيابه عن جلسة الأربعاء، مضيفةً: "لكن هذا وارد".

ويُمثل لافروف واجهة الدبلوماسية الروسية لأكثر من عقدين، وشغل سابقًا منصب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، وخدم بوتين بإخلاص خلال فترة من المواجهة الروسية الشديدة مع الغرب، بدءًا من الحرب الروسية الجورجية القصيرة في 2008، وغزو شبه جزيرة القرم وضمها في 2014، وصولًا إلى دخول موسكو في الحرب الأهلية السورية في 2015. كما كان مدافعًا شرسًا عن غزو روسيا لأوكرانيا في 2022.

كما صقل لافروف، البالغ من العمر 75 عامًا، أسلوبًا دبلوماسيًا جريئًا ومواجهةً، غالبًا ما كان يتماشى مع تطلعات بوتين الإمبراطورية.

 وفي القمة الأخيرة في أنكوريج بولاية ألاسكا الأمريكية، مع ترامب، وصل وزير الخارجية الروسي مرتديًا سترةً مزينةً بشعار CCCP، وهو الأحرف الأولى للاتحاد السوفيتي.

وبعد أن أشار ترامب إلى إلغاء اجتماع بودابست، سافر كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي والمبعوث الخاص للكرملين، إلى الولايات المتحدة في ما اعتبره بعض المراقبين زيارة تهدف إلى تقليل الأضرار.

ومع ذلك، في عهد بوتين، لا يزال الولاء والاستمرارية يُقدَّران.

 ففي العام الماضي، على سبيل المثال، أعلن الكرملين استبدال سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي المخضرم ولكن بدلًا من إقالته مباشرةً لعدم تحقيق نجاح ميداني، نُقل شويغو إلى منصب أمين عام مجلس الأمن الروسي.

وحتى عند مواجهة انتكاسات كبيرة، يبدو أن رد فعل زعيم الكرملين غالبًا ما يكون إعادة ترتيب للمناصب.

أخبار متعلقة :