بوابة مصر الجديدة

الأب رفيق جريش يكتب: حشرية مسيحى فى شؤون إسلامية

اشترك لتصلك أهم الأخبار

ترددت كثيراً في كتابة هذا المقال، لأنه يتناول بعض ما قد يراه البعض شؤونا إسلامية، وقد يقول لى قائل «وأنت مالك».. ولكن من منطلق الوطن والمواطن والمواطنة رأيت أن أشارك معكم بعض الأفكار أو الهواجس التي طُرحت أخيراً، وأبدأها بـ

1- مسلسل الاختيار الذي بدأ بقوة، التفت جميع البيوت حوله لأنه أبرز عمل وتخطيط أخواتنا وأبنائنا من الجيش، وجسد لنا التضحيات الجسام التي يضحونها من أجلنا ومن أجل وطننا الحبيب مصر، وقد خدم المسلسل العمليات التي تمت في سيناء في هذه الفترة، فكأننا نرى ماذا يجرى في الواقع أمام أعيننا. ولكن أخذ منحنيين: المنحنى الأول، أخرج المسلسل من سياقه الوطنى ووضعه في سياق إسلامى ضيق، فلا وجود لأى عنصر مسيحى والكلمات المسيحية التي اُستخدمت أو جنازة شهداء دير الأنبا صموئيل حُشرت حشراً ودون تعليق يذكر، رغم أن السيدة الفاضلة زوجة البطل الشهيد أحمد منسى ذكرت في شهادتها عنه أمام سيادة الرئيس السيسى حبهما وتقديرهما لشركاء الوطن.

أما المنحنى الثانى فهو محاولة شرح «ابن تيمية».. مجموعة تبجله وتستغله لتبرير أفعالها الإرهابية، وأخرى تستخدمه لمحاولة شرحه، ولا أعرف لماذا هذا المنحنى الذي فشل في تبريره رغم أن علماء كبارا، منهم شيخ الأزهر، لهم اعتراضات على «ابن تيمية»، هذا الجزء سبب بلبلة في المجتمع المصرى عكس ما كان المقصود منه، فوصلت الرسالة مشوشة ومبتورة.

2- أما الحشرة الثانية، فهى بعض الفتاوى بأن الزكاة من مسلم لمسيحى لا تجوز، بل إثم كبير. وأتساءل: ماذا عن تبرعات المسلمين لفقراء أو مرضى المسيحيين؟ ماذا عن مساهمة في بناء أو فرش كنائس من قبل المسلمين؟ وماذا عن العكس من عشور المسيحيين التي توجهت لعائلات مسلمة فقيرة خاصة في رمضان، أو مساهمة المسيحيين في بناء المساجد للمسلمين، وإعلانات الخير من مؤسسات إسلامية التي تذاع في التليفزيون في وسط المسلسلات.. لماذا لا تذكر أنها للمسلمين فقط وعلى المسيحيين أن يمتنعوا؟!.. والأمثلة كثيرة لا أريد أن أجرح تواضع أحد. الزكاة عن المسلمين يقابلها العشور عند المسيحيين، والاثنان واجب إيمانى في الديانتين الكريمتين، وهذا ما يعرفه الشعب المصرى منذ آلاف السنين، لماذا هذه «النغمة» الآن؟.. أظن أن عمل الخير يجب ألا يميز بين البشر لأننا جميعاً إخوة في الإنسانية. وهذا الخطاب العنصرى لا يخدم المواطنة بل يهدمها. إذ الحكومة ومؤسسات دينية وثقافية وإعلامية تعمل من أجل إبراز قيمة المواطنة، ولا فرق بين مواطن وآخر والجميع متساوٍ في الحقوق والواجبات.

إن الإمام الأكبر الشيخ الدكتور الجليل أحمد الطيب وقّع منذ سنتين ونصف مع قداسة البابا فرنسيس وثيقة عنوانها «الأخوة الإنسانية»، وضعت فيه كل القيم المشتركة التي تجمع ما بين الإنسان وأخيه الإنسان دون تمييز في الدين أو العرق أو الجنس أو الحالة الاجتماعية إلى آخره. وهذه الوثائق عندما تصدر من مؤسسات دينية ليست «شو إعلاميا»، بل هي لتطبيقها على أرض الواقع، بل تم تشكيل لجنة دولية من أجل هذا، واعتبرتها الأمم المتحدة من الوثائق المهمة. أين نحن من «الأخوة الإنسانية»، إذا كانت بعض الفتاوى تشوه هذه الأخوة وتحرض عليها، ومن شيوخ ليسوا محسوبين على الإرهابيين والتكفيريين، بل من الذين يظهرون في التليفزيون؟.

إخوتى الأحباء، علينا أن نميز فيما نعطيه للناس، خاصة البسطاء في خطابنا الدينى لهم الذي يجب أن يكون كله محبة ومسامحة وخير وسلام، لأن مصر لم تعرف يوماً التمييز، خاصة في الخير ومن أجل سلامنا الاجتماعى ومن أجل أجيالنا القادمة.

  • الوضع في مصر

  • اصابات

    15,003

  • تعافي

    4,217

  • وفيات

    696