خط ساخن بين أمريكا وإيران.. هل ينقذ المنطقة من حرب محتملة؟

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقترحت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إنشاء خط ساخن عسكري بين الولايات المتحدة، وإيران، لخفض التصعيد المتواصل بينهما، والذي زاد بعد اقتربت زوارق إيرانية من سفن أمريكية الشهر الماضي في الخليج العربي، وتهديد الرئيس دونالد ترامب بضربها إذا كررت محاولاتها الاقتراب من السفن.

 

وقالت الصحيفة، إن المواجهة بين القوات الإيرانية والأمريكية في الخليج العربي الشهر الماضي، هي تذكير صارخ بالفتيل القصير بين البلدين وسط تصاعد التوترات، وإذا أرادوا الصراع أن يصرف الانتباه عن إخفاقاتهم في مكافحة تفشي فيروس كورونا، فيمكنهم ذلك بسهولة؛ ولكن إذا لم يفعلوا، فيجب أن يجدوا طريقة لإنشاء خط ساخن عسكري.

 

وأضافت الصحيفة، في عام 2016، عندما احتجز الحرس الثوري الإيراني، 10 بحارة أمريكيين كانوا مسافرين على متن زورقين نهريين انجرفوا إلى المياه الإقليمية الإيرانية في الخليج العربي، لم يكن لوزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري، أي اتصالات مباشرة مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وفي غضون 30 دقيقة من معرفة الحادث، تحدث الرجلان على الأقل خمس مرات، على مدى 10 ساعات تقريبًا، وأفرجت إيران عن القوارب وطاقمها في صباح اليوم التالي.

 

في المناخ الحالي، هناك ادعاءات متنافسة بأن الآخر متورط في أعمال إرهابية، وقليل من التفاعل المباشر بين كبار الدبلوماسيين، بالإضافة إلى القائمة السوداء لظريف، تحتاج واشنطن وطهران إلى خط عسكري، قناة لتجنب صراع غير مقصود في لحظة أزمة.

 

التوترات الناجمة عن حملة "أقصى ضغط" لإدارة ترامب ضد إيران، واستجابة "المقاومة القصوى" لطهران للتصعيد في المنطقة، وتكثيف برنامجها النووي، أثارها انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في 2018، وإعادة فرض العقوبات، قربت الجانبين من صراع كامل ثلاث مرات في ال 11 شهرا الماضية.

 

ومع عدم رغبة أي من الطرفين في الاستسلام، وندرة قنوات الاتصال، والدبلوماسية المتوقفة، وقوس عريض من نقاط التوتر الإقليمية حيث تستعد الولايات المتحدة وإيران وحلفاؤها بشكل كبير، فإن حادثة واحدة حتى لو كانت طفيفة، يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة بسرعة .

 

في حين أثبتت القناة السويسرية فعاليتها في نقل الرسائل رفيعة المستوى، إلا أنها مصممة للاتصالات الدبلوماسية، وليس العسكرية، وقد لا تمنع وقوع حادث أثناء المواجهة بين السفن العسكرية من التحول إلى تبادل لإطلاق النار، وقدم تويتر وسيلة غير عادية للاتصال المباشر والإشارات بين المسؤولين الرئيسيين على كلا الجانبين، ولكن من الصعب رؤية مثل هذا المنبر العام الذي يشجع الجدل والخطاب القاسي على أن تكون فعالة في منع التصعيد غير المقصود.

 

وبينما يمكن لآلية تخفيف التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، أن تستفيد من التجارب الأمريكية السابقة في علاقات الاتصالات العسكرية مع الخصوم، بما في ذلك الاتحاد السوفياتي والصين وروسيا والجماعات شبه العسكرية العراقية المدعومة من إيران، إلا أنها تتطلب بعض الابتكار.

 

وفي ظل عدم وجود اتفاقية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الحوادث البحرية والعلاقات الدبلوماسية، فضلاً عن التسميات المتبادلة لجيوشهم في الخليج كمنظمات إرهابية أجنبية، يجب أن يمر أي خط ساخن عبر وسيط.

 

وسيجمع المرشح المثالي للجهة الخارجية، بين الخبرة العميقة في الملاحة الخليجية، والخبرة في الوساطة والعلاقات الدبلوماسية البناءة مع الولايات المتحدة وإيران، وبناءً على هذه الاعتبارات، ستكون عمان مرشحة قوية بشكل خاص.

 

فسلطنة عمان تراقب الأمن للشحن الخارج من مضيق هرمز إلى خليج عمان، ونتيجة لذلك لديها فطنة تقنية وخبرة في نقل الاتصالات،وقد يسرت في السابق الاتصالات بين الولايات المتحدة وإيران، واعتبرها كلا الجانبين عادة وسيطًا نزيهًا، وعُمان لديها اتفاقية تعاون عسكري مع الولايات المتحدة، وتشغل بشكل مشترك لجنة عسكرية مع إيران.

 

في تصميم واحد محتمل، سيتصل جنرال من داخل قيادة القيادة المركزية الأمريكية عبر الهاتف مع جنرال عماني يحتفظ بخط هاتف منفصل مع نظيره في هيئة الأركان العامة الإيرانية، وبذلك تتم الوساطة.

 

الرابط الأصلي

0 تعليق