واصل عشرات المحامين فى الجزائر إضرابهم عن العمل واعتصامهم أمام محكمة الجزائر، لليوم الثالث على التوالي، ومقاطعة جلسات المحاكم، وذلك احتجاجا على إهانتهم من جانب القضاة.
كان عشرات المحامين نفذوا يوم الأحد الماضي اعتصاما أمام محكمة الجزائر، وأعلنوا الإضراب لمدة أسبوع مطالبين بـ"قضاء مستقل" وبـ"احترام الحق في الدفاع"، وذلك على خلفية تعرّض نقيب منظمة محامي الجزائر العاصمة، إلى "الإهانة" من قبل قاض.
وردد المحامون خلال الاعتصام النشيد الوطني وبعض شعارات "الحراك" الشعبي المناهض للنظام القائم في الجزائر، على غرار "دولة مدنية لا عسكرية" و"الشعب يريد قضاء مستقلا".
ونقل موقع "فرانس 24"، عن المحامي مصطفى بوشاشي، قوله بإن منظمة محامي بليدة، المدينة الواقعة على مقربة من العاصمة الجزائرية، قرّرت بدورها الإضراب، لافتا إلى أنه "منذ عام ونصف، أصبح القضاء أداة بيد النظام. ما يحصل خطير للغاية".
وتطرّق المحامي إلى الحديث عن توقيف مئات الأشخاص وإدانتهم واعتقالهم ظلما، كما عبر عن أسفه لكون قانون العقوبات الذي عدّل مؤخرا يخوّل القاضي "إجبار متّهم على الخضوع لمحاكمة عن بعد"، منددا بـ"انتهاك خطير لمبدأ المحاكمة العادلة، وخرق للدستور".
كان نقيب منظمة محامي الجزائر العاصمة عبد المجيد سيليني، وتعرّض لوعكة صحية عقب شجار وقع خلال جلسة محاكمة بعدما رفض القاضي الأخذ بدفوع إرجاء المرافعات ورفع الجلسة، وفق محامين والنقابة الوطنية للقضاة، وانتهى الأمر بإرجاء الجلسة حتى يوم السبت.
وحصل الشجار خلال نظر المحكمة في قضية رجل الأعمال مراد عولمي المتّهم بتبييض الأموال في إطار فضيحة "تصنيع السيارات" التي يلاحق فيها أيضا رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى.
وجاء في بيان لرئيس النقابة الوطنية للقضاة يسعد مبروك نشر على فيسبوك "أما استقلالية العدالة، فهي معركة المجتمع بكل أطيافه بعيدا عن الفئوية والاستعراض وبدون مزايدة أو شعبوية".
كما نقل الموقع الفرنسي الناطق باللغة العربية، عن المحامية زبيدة عسول قولها : أن "الناس اعتقدوا أن النظام سيتغير بعد رحيل الرئيس (عبد العزيز) بوتفليقة الذي استقال في أبريل 2019)، لكن بوتفليقة رحل تاركا خلفه شخصيات النظام السابق الأوفياء له".
وقالت عسول إن "النظام الحالي يطبّق الممارسات نفسها بالاستبعاد والمس بالحريات".
وفى تقرير تليفزيوني له أشار كريم قندولي مراسل قناة الغد بالجزائر، إلى أن الاضراب الذى بدأ يوم الأحد الماضى سيستمر لمدة أسبوع كامل، مؤكدا فى الوقت ذاته أن السلطة لا تعلق على الإضراب وتكتفي بالصمت.
0 تعليق