إسرائيل وحزب الله.. معادلة الردع صامدة رغم توعد نتنياهو

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تواصلت حالة التصعيد والتأهب القصوى على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، في ظل تقديرات إسرائيلية مؤكدة بأن حزب الله اللبناني يخطط لتنفيذ عملية ثأرية انتقاما لمقتل أحد كوادره في غارة إسرائيلية قرب مطار دمشق، الأسبوع الماضي، وذلك وفق معادلة الردع التي يعتمدها الحزب، وتنص على الرد على أي هجوم إسرائيلي يستهدفه حتى لو وقع خارج لبنان، على أن يكون الرد داخل فلسطين المحتلة.

 

ورغم أن تقارير صحفية إسرائيلية كشفت أن تل أبيب أرسلت رسالة لحزب الله عبر الأمم المتحدة تفيد بأن مقتل أحد عناصره في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت موقعا لمليشيات موالية لإيران قرب مطار العاصمة السورية دمشق، تم بشكل عرضي ولم يكن مقصودا، إلا الحزب تمسك بحقه في الرد.

 

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن أمس إحباط محاولة عناصر من حزب الله التسلل عبر الحدود مع الأراضي التي تحتلها إسرائيل، إلا أن حزب الله نفى محاولة قواته التسلل عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية أو وقوع اشتباكات في منطقة مزارع شبعا الحدودية المتنازع عليها، وهو ما يعني أن باب الرد لم يغلق.

 

وقال حزب الله في بيان إن واقعة أمس الاثنين "من طرف واحد فقط" وإن القوات الإسرائيلية تتحرك "بشكل متوتر ميدانيا وإعلامياً على قاعدة (يحسبون كل صيحة عليهم)

 

وأضاف في البيان "تؤكد المقاومة الإسلامية أنه لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرفها في أحداث اليوم حتى الآن... ردنا على استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن الذي استشهد في العدوان الصهيوني على محيط مطار دمشق الدولي آت حتما".

 

من جانبه، قال رئيس وزراء لبنان حسان دياب، اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل اعتدت على سيادة بلاده عبر "تصعيد عسكري خطير" على الحدود أمس الاثنين ودعا إلى الحذر في ظل التوتر.

 

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب نقله التلفزيون من مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب "على حزب الله أن يعرف أنه يلعب بالنار"، محذرا من أن أي هجمات من الجانب اللبناني ستستوجب ردا قويا.

 

وقال نتنياهو إن "فرقة من حزب الله تسللت إلى الأراضي الإسرائيلية"، ووجه تحذيرا إلى أمين عام حزب الله حسن نصر الله بأن لبنان "دفع ثمنا باهظا" لهجمات حزب الله على إسرائيل في الماضي ناصحا إياه "بعدم تكرار هذا الخطأ".

 

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن ما بين ثلاثة إلى خمسة أفراد من مسلحي حزب الله شاركوا في العملية وعادوا أدراجهم إلى لبنان.

 

وفي وقت سابق، أحصى شاهد من وكالة رويترز في لبنان عشرات القذائف الإسرائيلية التي سقطت على منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها بطول الحدود، واشتعلت الحرائق وتصاعد الدخان من المنطقة. لكن لم ترد تقارير من إسرائيل أو حزب الله عن وقوع إصابات.

 

ووقعت تلك العملية في منطقة مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل ويطالب لبنان بالسيادة عليها. وتعتبر الأمم المتحدة تلك المنطقة جزءا من الأراضي السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

 

ووضعت إسرائيل قواتها في حالة تأهب بطول الحدود الشمالية تحسبا لرد فعل حزب الله على مقتل أحد أعضائه قبل أسبوع في هجوم إسرائيلي ذكرت تقارير أنه وقع على مشارف العاصمة السورية دمشق.

 

وبعد مقتل اثنين من أعضاء حزب الله في دمشق في أغسطس الماضي، توعد نصر الله بالرد إذا قتلت إسرائيل المزيد من مقاتليه في سوريا على الرغم من إعلان نائب زعيم الجماعة الأحد الماضي إنه من غير المرجح نشوب حرب شاملة مع إسرائيل.

 

وأرسل حزب الله مقاتلين إلى سوريا في إطار جهود تساندها إيران لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية التي تعاني منها البلاد منذ 2011. وتعتبر إسرائيل وجود حزب الله وحليفته إيران في سوريا تهديدا استراتيجيا وشنت مئات الغارات على أهداف مرتبطة بإيران هناك.

0 تعليق