(CNN) -- تُقام بطولة كأس العالم لكرة القدم للرجال مرة واحدة فقط كل أربع سنوات، ويمكن القول إنها الحدث الرياضي الأكثر ترقبًا في الرياضة الأكثر شعبية في العالم.
وأدركت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك منذ عام 2018 أنها ستشارك في استضافة بطولة 2026، ولكن لم يبدُ الأمر حقيقيًا إلا مع بدء سحب القرعة في مركز "جون إف. كينيدي" للفنون الأدائية في واشنطن العاصمة.
قد يهمك أيضاً
وستكون المنافسة الموسعة التي تضم 48 فريقًا، بدلاً من 32، مختلفة عن أي شيء رأيناه من قبل، وبما أن قرعة مرحلة المجموعات أصبحت الآن على الأبواب، فإن بعض القصص الأخرى التي كانت تغلي تحت السطح سوف تنبثق قريبًا إلى الواجهة.
من سيلعب؟ ومن سيغيب؟
من بين 48 فريقًا مشاركًا، ضمن 42 فريقًا مكانهم في البطولة. سيتم تحديد ستة مقاعد إضافية للبطولة الكروية الأبرز في سلسلة من مباريات التصفيات الربيع المقبل. في هذه الأثناء، ستتم الإشارة إلى المتأهلين الأربعة من ملحق أوروبا بـ"الفائزين من ملحق أوروبا A وb وC وD" إلى جانب المتأهلين عبر الملحق القاري.
ستعود الأرجنتين حاملةً للقب، بعد أن تصدّرت مجموعتها في تصفيات أمريكا الجنوبية بفارق مريح. كما تبدو فرنسا، بطلة 2018، - التي خسرت نهائي 2022 بركلات الترجيح فقط - قوية. ومن المتوقع أن تقدم إسبانيا، حاملة لقب أوروبا، أداءً جيدًا، وكذلك إنجلترا، المهزومة في نهائي أوروبا.
من جانبه، سيكون المغرب جديرًا بالمتابعة؛ فبوصوله إلى نصف نهائي 2022، أصبح أنجح فريق إفريقي على الإطلاق في كأس العالم. وسيطر أسود الأطلس تمامًا على مجموعتهم في التصفيات، وقد يتقدمون أكثر العام المقبل.
من جانبها، شاركت اسكتلندا والنرويج والنمسا آخر مرة في كأس العالم عام 1998، وستعود هذه المنتخبات الثلاثة بعد غياب دام قرابة ثلاثة عقود. وتأهلت هايتي لأول مرة منذ عام 1974.
وستشارك أربعة منتخبات على الأقل لأول مرة في نسخة هذا العام. الأردن وأوزبكستان من آسيا، والرأس الأخضر، وهي جزيرة أفريقية صغيرة، وكوراساو من الكاريبي، وهي أصغر دولة من حيث عدد السكان تشارك في البطولة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 156 ألف نسمة. وقد تتأهل منتخبات أخرى لأول مرة، مثل كاليدونيا الجديدة وسورينام، من التصفيات القارية، بينما ستكون ألبانيا وكوسوفو ومقدونيا الشمالية من المنتخبات الجديدة إذا نجحت في التأهل من التصفيات الأوروبية.
ومن المثير للصدمة أن نيجيريا، إحدى القوى الإفريقية الكبرى، فشلت في التأهل. وإذا لم تتمكن إيطاليا، بطلة العالم أربع مرات، من التأهل عبر الملحق، فسيكون المنتخب الإيطالي قد فشل في التأهل لكأس العالم للمرة الثالثة على التوالي.
كيف سيكون نظام القرعة؟
سيتم توزيع المنتخبات الـ 48 على 12 مجموعة، تضم كل منها أربعة فرق. بناءً على أحدث تصنيف لفيفا، تم توزيع المنتخبات على أربعة أوعية، حيث يُسحب كل فريق من الوعاء الأول إلى إحدى المجموعات الـ 12، ثم يُسحب كل فريق من الوعاء الثاني إلى إحدى المجموعات، وهكذا.
وسيتم وضع الدول الثلاث المستضيفة للبطولة في الوعاء الأول، ولذلك ستتجنب إسبانيا والأرجنتين وإنجلترا وفرنسا والبرتغال وهولندا والبرازيل وبلجيكا وألمانيا.
وتعرف المكسيك التي ستكون في المجموعة الأولى وكندا التي ستكون في المجموعة الثانية والولايات المتحدة التي ستكون في المجموعة الرابعة، مسبقًا المجموعات التي ستُسحب إليها، وتعرف ملاعب مبارياتها الثلاث في دور المجموعات.
ولا يمكن أن يكون هناك سوى فريقين من الاتحاد الأوروبي في كل مجموعة، ولا يمكن لأي اتحاد قاري آخر أن يضم أكثر من فريق واحد في المجموعة.
وبمجرد انتهاء القرعة، يمكن للفرق وجماهيرها رسم خريطة الطرق المحتملة للوصول إلى النهائي، مع فهم أفضل للمدن الـ16 المضيفة التي قد يزورونها على طول الطريق.
من سيكون النجم الأبرز؟
سيبلغ النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عامه التاسع والثلاثين خلال البطولة، بينما سيبلغ نظيره البرتغالي كريستيانو رونالدو الحادية والأربعين بحلول وقت انطلاق البطولة؛ وعلى الرغم من تقدمهما في السن، إلا أن كليهما لا يزال في قمة مستواه وسيظهران في بطولة كأس العالم للمرة السادسة وهو رقم قياسي.
وسيُنتظر بفارغ الصبر ظهور نجم مانشستر سيتي هالاند لأول مرة في كأس العالم، فقد سجل في التصفيات 16 هدفا، أي أكثر من 33 منتخبًا أوروبيًا، كما قد تكون مشاركة لامين يامال الأولى مذهلة. إذ لا يزال في الثامنة عشرة من عمره، وقد حطم الأرقام القياسية منذ بروزه على الساحة الدولية في السادسة عشرة من عمره عام 2023، وهو بالفعل بطل أوروبي مع إسبانيا.
ومن المرتقب أيضا ظهور قائج المنتخب الفرنسي كيليان مبابي، الذي سيكون عمره 27 عامًا فقط ويتطلع إلى اللعب في نهائي كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي.
حضور دونالد ترامب
ينسب للرئيس دونالد ترامب الفضل في ضمان استضافة كأس العالم خلال رئاسته الأولى في عام 2018، ولم يغب هذا الأمر عن ذهنه منذ عودته إلى المكتب البيضاوي في يناير/كانون الثاني.
ويبدو أن ترامب ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو أصبحا صديقين حميمين بسرعة، فقد زار إنفانتينو البيت الأبيض ست مرات، حتى أنه رافق ترامب إلى القاهرة لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وبعد أسابيع من علم ترامب بتجاهل ترشيحه لجائزة نوبل للسلام، أعلن إنفانتينو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) سيُنشئ جائزة سلام خاصة به، وسيمنحها لأول مرة خلال القرعة. ومن المتوقع على نطاق واسع فوز ترامب بالجائزة، حتى مع تهديده فنزويلا بالحرب، وتصريحه الشهر الماضي بأنه "سيفخر" بقصف عصابات المخدرات الناشطة في المكسيك، الدولة المضيفة الأخرى للبطولة. وكان قد أشار سابقًا إلى كندا، الدولة المضيفة الأخرى للبطولة، بأنها "الولاية رقم 51".
وحضر ترامب العديد من الأحداث الرياضية هذا العام، من بطولة السوبر بول إلى كأس رايدر، ونهائي بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس للرجال، وسباق دايتونا 500. وقد قدم لفريق تشيلسي كأس العالم للأندية في يوليو/تموز، وبدا مترددًا في مغادرة المسرح عندما بدأ اللاعبون في الاحتفال، كما دعا فريق يوفنتوس إلى البيت الأبيض وسأل عما إذا كان بإمكان امرأة الانضمام إلى فريقهم.
ويستغل ترامب الأحداث الرياضية الكبرى ليُبقي نفسه محط الأنظار ويدعم أجندته السياسية. من المتوقع أن يكون له دورٌ بارز في البطولة العام المقبل.







0 تعليق