الصين.. اقتصاد مأزوم و"بازوكا" تنتظر الإطلاق

مباشر (اقتصاد) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مباشر- محمد الخولي: تعتزم الصين، ثاني أكبر بلد في العالم من حيث الناتج الإجمالي، بحسب إحصائيات عام 2021، لإطلاق خطة تحفيز لاقتصادها المأزوم، بعد تزايد الشكوك في خروجه من مأزق الانكماش للعام الثاني على التوالي. ورغم إنكار بكين في البداية إلا أن الحكومة المركزية لم تستطع إخفاء أثار الأزمة التي ضربت بقوة قطاع العقارات الذي يمثل بحسب التقديرات ثلث حجم الاقتصاد الضخم.

البداية كانت عند بنك الشعب الصيني، الذي نادرًا ما يقول إنه سيفعل قبل الإعلان الرسمي، معلنًا خفض نسبة الاحتياطي النقدي المطلوب من البنوك، بداية من مطلع شهر فبراير المقبل بـ50 نقطة أساس، لإتاحة المزيد من الأموال في السوق، بحسب البيان الرسمي.

7b045dc0ed.jpg

بنك الشعب الصيني

محافظ بنك الشعب الصيني، بان غونج شنج، قال إن المركزي سيخفض نسبة الاحتياطي المطلوب من البنوك بنصف نقطة مئوية، موضحًا أن الخطوة ستوفر في 5 فبراير المقبل حتى تريليون يوان صيني أو ما يعادل 139 مليار دولار، من السيولة طويلة الأجل، والتي من المتوقع أن تحفز معدلات الطلب المتدنية.

ويأتي تخفيض المركزي مستويات الاحتياطي النقدي، ليكون الأكبر منذ ديسمبر 2021 وبعد تخفيضها مرتين خلال 2023، الأولى في مارس والثانية في سبتمبر، بواقع 25 نقطة أساس في كل مرة.

محافظ البنك الصيني قال إن بلاده تخطط أيضًا لإعلان خطة تحفيز للقطاع العقاري والمطورين، خاصة أن القطاع مرتبط بعدد كبير من الصناعات، دون تدخل مباشر من الدولة أو البنك المركزي، بالإضافة إلى خطة ثالثة لدعم سوق الأوراق المالية، تطمح لضخ 280 مليار دولار تستخدم في إعادة شراء الأسهم ودعم الصناديق.

7d2514cf61.jpg

ماذا يحدث في الصين؟

رغم أن الصين حققت معدل نمو وصل العام الماضي 2023 إلى 5.2%، إلا أنه كان الأقل منذ عام 1990، بعد استبعاد عام جائحة "كوفيد-19" التي ضربت الاقتصاد بقوة، في إطار خطة الحكومة لتطبيق سياسة "زيرو إصابات"، والتي ترتب عليها إغلاق كامل للاقتصاد.

لكن يبدو أن هذا الاقتصاد الذي لم يسترد عافيته رغم انتهاء الجائحة حتى الآن، إذ يعاني من تباطؤ كبير للربع الثالث على التوالي، ونمو ضعيف للصادرات الصينية التي سجلت أول تراجع لها منذ 7 أعوام ماضية نهاية 2023.

كما تراجع مؤشر ثقة المستهلكين إلى مستويات كبيرة حتى 84 نقطة، وارتفعت معدلات البطالة في أوساط الشباب، ما دفع بالحكومة إلى عدم نشر وإعلان بيانات البطالة للإعلام، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من تراجع أعداد السكان للسنة الثانية على التوالي.

يقول مؤسس مجموعة أبحاث السوق الصينية، لبرنامج Squawk Box Europe، شون رين، عبر "CNBC": "يجب على المستثمرين توخي الحذر هنا، الاقتصاد هنا سيء ​​حقًا، منذ 27 عامًا، لم يشهد الاقتصاد الصيني انعدام ثقة مثل الآن". 

وأضاف "رين": "يرتبط الانكماش بانخفاض أسعار السلع والخدمات، وأيضًا بالتباطؤ الاقتصادي.. الانكماش بدأ يطل برأسه القبيح، المستهلكون ينتظرون الخصومات، كما إنهم متوترون للغاية".

كما أوضح، أنه في الأشهر الأخيرة، شدّدت بكين القيود على الديون لنزع فتيل المخاطر، بينما تحاول تحفيز النمو الذي اعتمد منذ فترة طويلة على استثمارات الحكومات المحلية في البنية التحتية.

dfafd4de7c.jpg

الأسهم الصينية

بالإضافة إلى كل ما سبق، تعاني سوق الأسهم الصينية بشكل فعلي منذ فبراير 2021. إذ أنه على مدى السنوات الثلاث الماضية، ذهبت 6 تريليونات دولار من سوق الصين وهونج كونج، أو ما يعادل ضعف الناتج السنوي لبريطانيا، في الهواء. إذ انهار مؤشر "هانج سينج" وحده بنسبة 10% منذ منتصف 2023، وانخفض مؤشري "شنغهاي المركب" و"شنتشن المركب" بـ7% و10% على التوالي.

محللو بنك الاستثمار "جولدمان ساكس" قالوا في مذكرة بحثية، إن السنوات الثلاث الماضية كانت بلا شك فترة صعبة على الاقتصاد الصيني وخاصة الأسهم، بالإضافة إلى أنها كانت فترة "محبطة" للمستثمرين والمنخرطين في السوق بشكل عام.

وأضافوا: "الصين تتداول حاليًا بتقييمات مكبوتة ومخصصات منخفضة منذ عقد من الزمن عبر تفويضات الصناديق الاستثمارية".

البازوكا

تمتلك بكين ما يطلق عليه خبراء الاقتصاد "بازوكا الاقتصاد" إلا أنهم اتهموا بكين بالتأخر في إطلاقها حتى الآن. المصطلح بحسب "الإيكونوميست" البريطانية يعني استخدام إجراءات اقتصادية واسعة النطاق تكون جريئة ومحفزة للاقتصاد بشكل يمكن وصفه بـ"الضخم".

الصين سبق لها استخدام تلك "البازوكا" في إطار البحث عن حل للأزمة المالية العالمية في 2008، وكذلك أزمة الإغلاق التي سببها تفشي فيروس "كورونا" عام 2020.

بكين ضخت في الأزمة المالية 2008، أكثر من 551 مليار دولار في الأسواق، وهو ما كان يوازي 10% من حجم الاقتصادي ككل، خبراء اقترحوا ضخ كميات مماثلة من الأموال في شرايين الاقتصاد المتعثر حاليًا وقبل نهاية الربع الأول من 2024.

لكنهم قالوا إن الأمر لابد أن يحدث بشكل مختلف، إذ لابد من دعم الشباب تحديدًا والقطاع الأسري، لتحفيز شراء المساكن والوحدات، للعمل على رفع أسعار المساكن، وتحفيز ومساعدة القطاع العقاري المهم.

 

للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا

تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام

ترشيحات

وزير الإسكان: جارٍ تشطيب 1920 وحدة بمشروع جنة بتوسعات مدينة الشيخ زايد

توضيح من العاصمة الإدارية الجديدة بشأن نقل الوزارات والهيئات

تعيين نجيب ساويرس رئيساً تنفيذياً لمجلس إدارة أوراسكوم للاستثمار

أخبار ذات صلة

0 تعليق