بـ «شانا توفا».. الرياض تمهِّد للتطبيع مع «إسرائيل»

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

"لا يمكن إقامة علاقات كاملة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل إلا إذا كان هناك سلام مع الفلسطينيين".. كان هذا هو موقف الرياض الرسمي تجاه أطول صراع في المنطقة، إلا أنّ وسائل الإعلام ورجال الدين السعوديين المدعومين من العائلة المالكة يشيرون الآن إلى تمهيد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو أمر لا يمكن أن يحدث إلا وفقًا لتعليمات وريث البلاد القوي، ولي العهد محمد بن سلمان.

 

جاء ذلك في تقرير لموقع مينا ووتش الألماني المهتم بقضايا الشرق الأوسط، والذي رأى أنّه على الرغم من تصريحات الرياض الرسمية، فإن الاستعدادات لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل تسير على قدم وساق.

 

ونوّه التقرير بأن صحيفة "عرب نيوز" العربية السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، والتي ظهرت فيها أعمدة لحاخامات يهود بالفعل، غيّرت شعار وسائل التواصل الاجتماعي على تويتر مؤخرًا ورحبت القراء بعبارة " شاناه توفاه ، وهي تحية رأس السنة اليهودية، ما يشير إلى مضي الرياض بخطوات مدروسة نحو التطبيع.

 

ويتبادل اليهود تحية "شانا توفا" أو "لشانا توفا" في يوم رأس السنة، والتي تعني "عام سعيد".

 

وأوضح التقرير أنّ  ثمة مؤشرات بانشقاق بين الأمير البالغ من العمر 35 عامًا ووالده الملك سلمان البالغ من العمر 84 عامًا بسبب اختلاف في وجهة النظر بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

 

ويقول محللون ومراقبون إنّه من غير المرجح أن تقوم السعودية بإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل أثناء وجود الملك سلمان في السلطة، لكن وريث العرش محمد بن سلمان يتدخل من حين لآخر ليجعل السعوديين مستعدين للتطبيع مع إسرائيل، ويقف ضد تقاليد العائلة المالكة بإصرار لا مثيل له، وفقًا للموقع الألماني.

 

واستطرد التقرير أنّه "بعد اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي عام 2018، يحرص بن سلمان على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة،  فعندما أعلن البيت الأبيض الشهر الماضي أنّ الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل قرّرتا الدخول في علاقات دبلوماسية كاملة - وهي الخطوة التي اتبعتها البحرين أيضًا - امتنعت المملكة العربية السعودية- رغم طلب الفلسطينيين- عن انتقاد الصفقة أو عقد مؤتمر  قمة عربية تدين من خلاله القرار.

 

 وفي حين وصف الفلسطينيون الاتفاقين العربيين مع إسرائيل بأنهما "خيانة للقدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية" ، وصفتهما وسائل الإعلام السعودية التي تسيطر عليها العائلة المالكة بأنهما جيدان للسلام الإقليمي.

 

الموقع الألماني لَفت إلى أنّ الأمير محمد بن سلمان مهّد للتطبيع خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة في أبريل 2018 بقوله إنّ إسرائيل اقتصاد كبير و هناك الكثير من المصالح التي تتشارك فيها الرياض مع تل أبيب، وقد فُسر ذلك من قبل محللين على أنّه دعم لإقامة علاقات كاملة في نهاية المطاف بين المملكة وإسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يُدمر الإجماع العربي على شرط قيام دولة فلسطينية مقابل الاعتراف بإسرائيل.

 

وأشار التقرير أيضًا إلى أنّه في وقت سابق من هذا الشهر، ألقى إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ عبد الرحمن السديس، خطبة برعاية الدولة حول أهمية الحوار في العلاقات الدولية والود تجاه غير المسلمين، وكان يقصد اليهود.

 

ونقل الموقع عن  السعودي سعود كاتب، وكيل وزارة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة، قوله إنّ الفلسطينيين ارتكبوا "أخطاءًا فادحة" وعليهم التوقف عن الاعتقاد بأنّ قضيتهم هي الرئيسية في الشرق الأوسط، مضيفًا  في مقابلة صحفية الأسبوع الماضي، أن الفلسطينيين أخطأوا في حق دول مثل مصر والأردن ولبنان، وكذلك المملكة العربية السعودية، ويجب عليهم التوقف عن فعل ذلك، على حد قوله.

 

 

وأخبر سعود الكاتب  في المقابلة بأنّه تَبرّع بمصروف جيبه للقضية الفلسطينية عندما كان طفلاً دون انتظاره امتنانًا من الفلسطينيين لكل ما فعله السعوديون لهم، لكنه لم يتوقع أبدًا أن يسب بعض الفلسطينيين المملكة العربية السعودية، ولذلك  يطالب بأن تهتم الرياض أولًا بمصالحها الخاصة وبعد ذلك تهتم بالقضية الفلسطينية.

 

رابط النص الأصلي

0 تعليق