أكد نضال أبو زكي، مدير عام مجموعة أورينت بلانيت، أن أزمة فيروس كورونا أظهرت عدم التزام الدول الأوروبية بمبدأ التضامن، وضعف أدوار المفوضية الأوروبية التي عجزت عن القيام بالتنسيق كما ينبغي.
أشار أبو زكي إلى أن الوباء هو القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وأن سيادة الانقسامات بين أعضائه في هذه المرحلة الحاسمة والأكثر فتكاً من غيرها من التهديدات والأزمات التي واجهها الاتحاد قد تجعل من كورونا أكثر تدميراً حتى من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمة الهجرة وأزمة الديون السيادية.
أوضح أن الاتحاد الأوروبي يعاني عدم استقرار منذ فترة بسبب أزمات ألمت به خلال الفترات
الماضية، بداية من الأزمة اليونانية، وخروج بريطانيا من منطقة اليورو، وجاءت الأزمة الإيطالية لتضرب مفاصله الاقتصادية مرة أخرى، وكذلك أزمة اللاجئين، وهناك عدة توقعات تشير إلى تصدع الاتحاد الأوروبي، وربَّما تفككه جراء تلك أزمة كورونا.
قال إن القارة الأوروبية تواجه تحدي مكافحة فيروس كورونا من ناحية، والركود الاقتصادي المحتمل الناجم عن كورونا، وأزمة الديون التي قد يتسبب فيها، وسيؤدي ذلك أيضاً إلى إعادة تشكيل السياسة الوطنية لكل دولة.
أضاف أن تداعيات أزمة كورونا على مستقبل الاتحاد الأوروبي مرهونة أيضاً بتطورات أزمة الوباء نفسه،
من حيث احتمالية تعرُّض القارة والعالم بأسره لموجات جديدة من الوباء أو اكتشاف علاج أو لقاح يتمكَّن من إنهاء حالة الارتباك التي يشهدها العالم نتيجة هذه الأزمة، وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
تابع أن بعض الحكومات الوطنية تريد تحميل الاتحاد الأوروبي مشكلات إخفاقها الداخلي في مواجهة أزمة كورونا، وانتقاده على عدم القيام بدور غير منصوص عليه في المعاهدات الأوروبية ولا تسمح به حتى الدول الأعضاء، ومن ثم أصبح التوجه العام داخل بعض المؤسسات الأوروبية في الوقت الحالي هو المطالبة بتمكين الاتحاد الأوروبي ككيان.
شدد على أنه من الضروري لمكافحة مثل هذا النوع من التهديدات، إعادة النظر في المعاهدات الأوروبية بما يُعطي مزيدًا من السلطات للاتحاد الأوروبي لممارسة دوره بفعالية أكبر، ومزيدًا من الصلاحيات لتعزيز المواجهة المشتركة لأي أزمة، إذا رغبت دول الاتحاد في البقاء فيه.