شريف منير يقهر التنمر!

المصرى اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اشترك لتصلك أهم الأخبار

القرار الصائب الذى اتخذه شريف منير بإعادة نشر صورة ابنتيه كاميليا وفريدة على صفحته، هو الرد المفجع للتنمر والمتنمرين، إنهم كعادتهم يتدثرون بقيم مطلقة يلصقونها عنوة بالمجتمع، ويتخذون من أنفسهم حماة وسدنة لتلك الأفكار الرجعية، وكأنهم فرع محلى للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، أسلحة (فشنك) تسقط مع أول مواجهة.

ما الذى استحق بسببه شريف كل هذا العنف؟ لقد نشر صورًا عادية جدًا لابنتيه، بينما هم يرون أن صورة المرأة حتى لو كانت طفلة أو فى مرحلة المراهقة عورة يجب ألا يراها أحد.

شريف كتركيبة إنسانية تعوّد أن يعبر دون مكياج عن نفسه.. قبل أشهر قلائل، كتبت إحدى الفنانات على صفحتها أنها تفكر فى الانتحار، حيث سبق اتهامها فى قضية مخلة بالآداب، ولم تعد شركات الإنتاج ترحب بها، والجميع يتجنبونها، فكتب على صفحته أنه سيجد لها فرصة للعمل.

من يملك هذا الفيض من التسامح لا ينتظر رأى فصيل، يعتقد أن من حقه وضع (كتالوج) لما يجوز أو لا يجوز، تعددت ضرباتهم هنا وهناك، وهكذا تابعناهم وهم يُشهرون أسلحتهم ضد من هم سُمر البشرة، مثلما تعرضت مؤخرًا شقيقة محمد رمضان وابنه لضربات عشوائية، فما الذى فعله رمضان؟ سارع بنشر صورهم، وتعمدت شقيقته أن تنشر مجددًا صورتها، السخرية من لاعب كرة بسبب لون بشرته، ألغام زرعوها، تقع تحت عنوان كبير وهو أنهم وضعوا مواصفات شكلية مسبقة لكل شىء.

لماذا لم نقدم عبر شاشة التليفزيون المصرى مذيعة سوداء، رغم أننا سنحتفل الشهر المقبل بمرور 60 عامًا على إنشائه؟ ومن الذى قرر ذلك؟ لا أحد، لجان الاختيار على تعددها توقعت لسبب أو لآخر أن هذا هو المطلوب، اللهجة القاهرية مثلًا تسيطر على كل الموجات الإذاعية، الوحيد الذى تمسك بلهجته الجنوبية ومنذ نهاية الأربعينيات وحتى وصل لمنصب رئيس الإذاعة هو فهمى عمر، مدّ الله فى عمره، على المقابل، كم مذيع تمسك بلهجته البورسعيدية أو البدوية؟

إنه الخوف من الخروج على الصف، كلنا نعتقد أن هناك صفًا وهميًا علينا جميعًا أن نقف وراءه، وقيمًا محددة علينا الالتزام بها، ولهذا وجد البعض أنه كان الأوفق لشريف ألا ينشر أساسًا صور ابنتيه، رغم أن هذا يعنى ضمنًا، خضوعنا لقيم يراها فريق أنها فقط الصحيحة، وهى أبدًا ليست كذلك، ويراها البعض عادلة، وهى قطعًا ليست كذلك.

نشرت السيدة أمينة السعيد الكاتبة الصحفية الكبيرة صورها فى الحرم الجامعى وهى ترتدى الشورت وتلعب (تنس)، أتحدث عن الثلاثينيات من القرن الماضى، مؤكد غضب البعض، ولكن قيمة ما فعلته تلك السيدة أنها قالت للمجتمع وقتها إن حق ممارسة الرياضة مكفول للجميع، بينما نرى الآن بعض لاعبى الكرة يتباهون بالشورت الشرعى.

الاستسلام المفرط لما يريده فصيل من المجتمع يمنح ضوءًا أخضر للفاشية، من حقك قطعًا أن تفعل مثل شريف أو لا تفعل، هذه هى الحرية المصونة لكل منا، ولكن لا أحد من حقه أن يفرض عليك قانونه الخاص، شريف منير كعادته مبدع كفنان أمام الكاميرا ومبدع كإنسان خلف الكاميرا!!.

  • الوضع في مصر

  • اصابات

    41,303

  • تعافي

    11,108

  • وفيات

    1,422

0 تعليق