عروس في دعوى خلع: زوجي معندهوش شخصية

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بكلمات تشوبها المرارة والألم بدأت "تيسير" الزوجة العشرينية في سرد حكايتها من داخل إحدى قاعات محكمة الأسرة بزنانيري: "اكتشفت بعد الزواج أن الرجل الذي اخترته من بين كثيرين كي أُكمل معه ما تبقى من عمري، وبدأت أتخلى عن بعض طباعي الحادة وغيَّرت أسلوب حياتي وطريقة لبسي من أجله مع أمه كالميِّت بين يدي مغسله، لا يتخذ قرارًا إلا بعد الرجوع إليها حتى ولو كان هذا القرار خاصًّا بنا وبمستقبلنا، وما تأمره به يُطاع حتى ولو كان في معصية الخالق".

تعود الزوجة العشرينية برأسها إلى الوراء وتسحب الهواء حتى يعلو صدرها ثم تنفثه بهدوء، وبنبرة تتلون بالتماسك الزائف واصلت حديثها: "حاولت كثيرًا أن أفهمه أن حياتنا ملك لنا فقط، وعلينا أن نرسم ملامحها سويًّا دون تدخل من أحد، لكنه لم يستجب إليَّ، وظل يلقي بأسرارنا في جعبتها، غير

عابئ برغبتي في الحفاظ على خصوصية حياتنا الزوجية، في البداية حذَّرني المقربون من تلك الزيجة، وأخبروني أنه "ابن أمه" -على حد تعبيرهم- وأكدوا على أن هذه الزيجة لن تدوم طويلًا، فالربيع والخريف لا يمكن أن يتقابلا يومًا، فكل منهما له أوان، والخطأ عندي أنا لأني وقتها ضربت بكلامهم عرض الحائط".

تحاول الزوجة الشابة الحفاظ على ابتسامتها الحزينة وهي تكمل حديثها:" لم يكن اكتشافي لضعف شخصية زوجي أمام والدته هي الصدمة الوحيدة التي تلقيتها خلال حياتي القصيرة معه، والتي لم يتعد عمرها العام ونصف تقريبًا، فمع مرور الأيام بدأت أشتم رائحة الطمع والاستغلال في كل تصرفاته، خاصة وأنه تمادى في التهرب من الإنفاق عليَّ وعلى البيت، وصار يطلب مني

أن أشتري له حتى ملابسه من مالي الذي ورثته عن والدي، ويدعي أن راتبه ضئيل، ليوهمني بضيق حاله، وأظل أنا انفق عليه وعلى البيت، ورغم ذلك لا أتذكر أنني قد عايرته يومًا بإنفاقي عليه وبتخلّيه عن مسؤولياته كزوج، ربما لأننى كنت واهمة بأننى بذلك أحافظ على بيتي من الانهيار، وأضمن لابني الذي لم يكن وقتها قد رأى النور أن يحيا بين والديه".

تترقرق الدموع في عيني الزوجة الشابة وهي تختتم روايتها: "وفي آخر مرة نشب بيننا خلاف بسبب تعرضي على حاله، تعدى عليه بالضرب، وبطبيعة الحال تدَّخلت والدته، وتضامنت معه في ضربي، تسمرت مكاني من رد فعلها، خاصة أن زوجي لم يمنعها ولم يحرِّك ساكنًا، حينها تركت له المنزل سريعًا، وقررت أن أخلص من هذا الرجل عديم الشخصية، طلبت الطلاق لكنه رفض، فتقدمت بطلب إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة بزنانيري، لتطليقى منه طلقة بائنة للخلع مقابل تنازلي عن كافة حقوقي المالية والشرعية ورد قيمة مقدم الصداق المبرم في عقد الزواج، وبعد تعذر حل النزاع وديًّا حركت دعوى الخلع ضده".
 

0 تعليق