بالموسيقى... سوريا تقاوم أوجاعها بالجمال الروحي

الموسيقى مختلفة عن باقي الفنون، فهي متأصلة في نفس كل إنسان، وتعبر عن مكنونات وخفايا روحه، ولا تعتمد المادة وسيلة أساسية للتعبير، مثل الفن التشكيلي أو النحت، كل شيء على أنغام الموسيقى يكون روحياً، فيمكن لأغنية أن تبكينا أو تفرحنا، الموسيقى باختصار هي الحياة كما قال المؤلف الموسيقي وائل وقاف.

الحرب والأزمات التي تمر بها الشعوب قد تقتل البشر والشجر والحجر، ولكنها لا تسلب الطاقات الإبداعية من الناجين من دمارها وهولها، هذا ما يتجلّى في سورية وبالأخص في محافظة طرطوس فقد شهدت إقبالا واسعا من قبل الأهالي والطلاب لمجابهة الحرب وتحدي الأزمات وخلق الإبداع .

في تصريح لـ"سبوتنيك"، تحدث المؤلف الموسيقي وائل وقاف عن تجربته أثناء الحرب وعن الإبداع حيث قال: قوة الحياة لدى الشعب السوري وحبه للحياة والقوة تستمد من الظروف، وأن الموسيقيين هم رسل سلام، والموسيقى مصدر قوة وإلهام، والمستقبل هو الأطفال والتفاؤل والشعب السوري متفائل ومتمسك بقوة بإرادة الحياة، وتابع قائلا: تتنوع أنواع الإبداع الموسيقي، وذلك أساسًا لأن الموسيقى مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالحياة البشرية.

وأضاف: أنواع الإبداع الموسيقي (وليس الموسيقي فقط) تعني: الإبداع المهني والشعبي والهواة، فصناعة الموسيقى تعني: إبداع الملحن، تكوين الأعمال الجديدة: الأوبرا والسمفونيات والمسرحيات والأغاني وما إلى ذلك.

يوجد في هذا المجال من الإبداع العديد من الطرق: شخص ما يكتب الموسيقى للمسرح، شخص ما للسينما، شخص ما يحاول أن يعبر عن نواياه في أصوات الموسيقى الآلية البحتة، شخص ما يرسم صورًا موسيقية دقيقة، والبعض الآخر يريد التعبير عن المأساة في عمل موسيقي، في بعض الأحيان يتمكن المؤلفون من كتابة سجلات تاريخية للموسيقى، كما ترون، الملحن هو خالق حقيقي.

الإبداع الموسيقي والشاعري: إنشاء نصوص الأعمال الموسيقية هو أيضا من أنواع الإبداع الموسيقي. ونحن لا نتحدث بالضرورة فقط عن الأغاني والقصائد الشعبية للرومانسيات. هناك حاجة إلى نص قوي في المسرح مثلا وهو مختلف عن الأوبرا.

فنون الأداء (العزف على الآلات الموسيقية والغناء)، هنا يكمن الإبداع الذي ظهر خلال سنين الحرب.

وعن تجربته المتميزة في تدريس الموسيقى وأصولها صرح: بأن الإقبال كان كبيرا تجلى بوعي الأهل لأهمية الموسيقى وتحفيز روح الإبداع والموهبة لدى أطفالهم، وقال لم تؤثر ظروف الحرب وتبعاتها وجميع الأزمات التي مرت بسوريا على روح الإرادة والإصرار على البقاء.

بالرغم من أزمة الكهرباء والأيام الصعبة كما وصفها المؤلف الموسيقي التي مرت إلا أنهم كانوا يجدون ألف وسيلة وطريقة لتعلم الموسيقى، وهذا دليل على الجمال الروحي الذي يسمو على كل أزمة ويتفوق عليها.

 إن الموسيقى عند المؤلف الموسيقي وائل وقاف هي مفتاح الحياة وشعاع من طاقة إيجابية حاول إضفاءها على كل ما يحيط به سواء من تدريس الموسيقى أو من حيث التأليف الموسيقي، وهو الآن يقوم بتأليف موسيقى تصويرية جديدة تضاف إلى قائمة إبداعاته السابقة في مجال الموسيقى التصويرية والتوزيع والألحان، ليكن مثالا يحتذى به بخلق الإبداع ومجابهة الحروب والأزمات، بإنتاج إبداعي مليء بالجمال الروحي.