مباشر ـ ثابت شحاتة: مر عملاق النفط السعودي "أرامكو"، بمحطات بارزة بعد رحلة امتدت 4 سنوات بسوق الأسهم السعودية، والتي بدأت في شهر ديسمبر 2019، بعد طرح عام أولي كان الأكبر في تاريخ أسواق المال على مستوى العالم.

وشهد السهم تقلبات "متزنة"، ارتبطت بشكل كبير بالظروف المحيطة، وفي مقدمتها أسعار النفط الخام، الذي يمر خلال الفترة الأخيرة بعدد من المؤثرات الخارجية، لعبت دوراً كبيراً في تحديد بوصلة الأسعار العالمية.

ويستعرض "مباشر" أبرز محطات "أرامكو" على مدار 4 سنوات، على مستوى أداء السهم في السوق، إلى جانب إنجازات الشركة على المستوى التشغيلي والمالي.

وشهد سوق الأسهم السعودية "تداول"، يوم الأربعاء 11 ديسمبر 2019، إدراج وبدء تداول أسهم "أرامكو السعودية"، بعد أن نجح السوق في تنفيذ طرح عام أولي كان هو الأضخم في تاريخ أسواق المال عالمياً.

وقفز سهم أرامكو السعودية، بالحدود القصوى (10%)، في أولى جلساته بالسوق، مضيفاً نحو 3.2 ريال إلى رصيده، ليغلق عند مستوى 35.20 ريال، مقابل 32 ريالاً سعر الإدراج.

تراجع هامشي في نوفمبر

وشهد السهم تراجعاً هامشياً خلال شهر نوفمبر 2023، بنسبة تراجع بلغت 0.3%، فاقداً 0.1 ريال من قيمته هبط بعدها إلى مستوى 33.20 ريال، بنهاية جلسة اليوم الخميس، وكان السهم قد أنهى آخر جلسات أكتوبر الماضي عند مستوى 33.3 ريال.

وسجل السهم أداءً سلبياً في 8 جلسات خلال شهر نوفمبر، مقابل 8 جلسات أخرى أغلق فيها باللون الأخضر، وجاء إغلاق السهم مستقراً دون تغيير 6 جلسات.

وحقق سهم أرامكو أعلى مكاسب يومية في نوفمبر بنحو 0.45%، والتي تكررت في 6 جلسات، من إجمالي 8 جلسات شهد السهم فيها أداءً إيجابياً، وكات أعلى خسائر في جلسة منتصف الشهر، عندما هبط 1.03%.

وبلغ إجمالي قيم تداول سهم "أرامكو"، خلال شهر نوفمبر 2023، نحو 9.46 مليار ريال بتداولات بلغت حوالي 283 مليون سهم، بمتوسط يومي بلغ 429.78 مليون ريال، من خلال 12.86 مليون سهم.

مكاسب قوية في عام 2023

وعلى صعيد أداء سهم "أرامكو" منذ بداية عام 2023، فقد سجل السهم ارتفاعاً نسبته 13.78%، بمكاسب بلغت 4.02 ريال، حيث أنهى السهم تعاملات عام 2022 عند مستوى 29.18 ريال.

وشهد السهم أداءً إيجابياً خلال 7 أشهر خلال عام 2023، مقابل 4 أشهر، شهدت محصلة سلبية للأداء الشهري للسهم.

وكانت أعلى مكاسب شهرية بالعام الحالي، في حدود 12.4%؛ وذلك في إبريل الماضي، فيما سجل السهم أكبر خسائر شهرية في شهر أكتوبر الماضي، عندما هبط 4.86%.

وبلغ إجمالي سيولة السهم منذ بداية عام 2023، وحتى نهاية شهر نوفمبر (11 شهراً)، نحو 69 مليار ريال، من خلال 2.1 مليار سهم، بمتوسط شهري بلغ 6.28 مليار ريال، و191.67 مليون سهم لكل شهر.

منذ الإدراج

وجاءت محصلة أداء سهم "أرامكو السعودية" إيجابية منذ الإدراج، بارتفاع نسبته 3.75%، مضيفاً 1.2 ريال؛ وذلك مقارنة بمستوى السهم عند الإدراج، والذي كان عند 32 ريالاً.

وتعد مكاسب السهم خلال عام 2023، والتي بلغت 13.78%، هي أعلى مكاسب سنوية للسهم، منذ الإدراج، تلاها مكاسب عام 2019، والتي بلغت 10.16%، والتي تمثل مكاسب السهم منذ بداية إدراجه بتاريخ 11 ديسمبر حتى نهاية عام 2019.

وكانت أقل مكاسب سنوية لسهم "أرامكو" منذ الإدراج، في عام 2021 والتي بلغت 2.28%، وسجل السهم خسائر سنوية في عام 2020، وعام 2022، بنسبة تراجع بلغ 0.72% و1.39% على التوالي.

القيمة السوقية

وعلى مستوى تطور القيمة السوقية لـ"أرامكو"، عام 2023، فقد سجلت ارتفاعاً بلغ نحو 972 مليار ريال، لتصعد إلى 8.034 تريليون ريال، بنهاية نوفمبر الماضي، مقابل 7.06 تريليون ريال بنهاية العام الماضي.

وسجل السهم أعلى مكاسب سوقية منذ بداية العام الحالي، في شهر إبريل الماضي، عندما صعد رأس المال السوقي لـ"أرامكو" 7.986 تريليون ريال، مقابل 7.106 تريليون ريال بنهاية الشهر السابق، ليربح نحو 880 مليار ريال.

وعلى الجانب الآخر، سجل السهم أعلى خسائر سوقية في شهر أكتوبر الماضي، بعد أن فقد حوالي 411 مليار ريال، هبطت بالقيمة السوقية للسهم إلى 8,059 تريليون ريال مقارنة بنحو 8.47 تريليون ريال بنهاية شهر سبتمبر 2023.

أبرز إنجازات "أرامكو السعودية" بالفترة الأخيرة:

تنويع مزيج الطاقة

وحققت أرامكو السعودية في الفترة الأخيرة تقدماً ملموساً في العديد من مشاريع الغاز، حيث بدأت الشركة أعمال التشغيل التجريبي لمشروعي ضغط الغاز في حقلي حرض والحوية ومشروع توسعة معمل الغاز في الحوية. 

ووصلت أعمال البناء في مشروع تخزين الغاز في مكمن الحوية عنيزة مراحل متقدمة، فيما يتواصل العمل في معمل الغاز في رأس تناقيب الذي من المتوقع أن يبدأ تشغيله بحلول عام 2025.
 
وتساند هذه المشروعات استراتيجية أرامكو السعودية للاستثمار في بنية تحتية إضافية لتلبية الطلب المحلي الكبير والمتزايد على الطاقة النظيفة منخفضة التكلفة؛ وفقاً لما ورد في تقرير مجلس إدارة الشركة.

وتركز أرامكو على الاستثمارات واسعة النطاق في مصادر الإنتاج الجديدة؛ بما في ذلك زيادة حجم أعمال الغاز وزيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة للنفط الخام.

وفي الوقت نفسه، تمضي الشركة قدماً في تطوير أعمالها في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، لتحويله إلى قطاع أعمال تشغيلي على مستوى عالمي.

وتتواصل أعمال تطوير حقل الجافورة للغاز غير التقليدي، والذي من المتوقع بدء الإنتاج الأولي منه في عام 2025 وزيادة إنتاج الغاز الطبيعي تدريجياً إلى 2 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم بحلول عام 2030 وفي هذه الأثناء، بدأت أنشطة الحقن في مشروع تخزين الغاز في مكمن الحوية عنيزة، أول مشروع لتخزين الغاز الطبيعي في باطن الأرض في المملكة.

قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق

وحققت أرامكو عدداً من الإنجازات المهمة لتعزيز مجموعة أعمالها العالمية في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق في المناطق والأسواق المستهدفة. 

ففي آسيا، اتخذت أرامكو وشركة إس-أويل التابعة لها قراراً استثمارياً نهائياً لتطوير وحدة التكسير البخاري للبتروكيميائيات في كوريا الجنوبية، المتكاملة مع مصافي التكرير، لتكون واحدة من أكبر الوحدات على مستوى العالم؛ بما يتماشى مع استراتيجية الشركة في تعظيم سلسلة القيمة من تحويل الخام إلى كيميائيات. 

وفي أوروبا، أغلقت الشركة 3 صفقات للاستحواذ على حصة ملكية قدرها 30% في مصفاة في بولندا، وملكية فردية في شركة لمبيعات منتجات الوقود، و50% في مشروع مشترك لتسويق وقود الطائرات.

وعلى الصعيد المحلي في المملكة، اتخذت أرامكو السعودية وشركة توتال إنيرجيز قراراً استثمارياً نهائياً، لبناء مجمع بتروكيميائيات في الجبيل، والذي سيحول الغازات المنبعثة من المصفاة والنفتا داخلياً إلى مواد كيميائية عالية القيمة.

وواصلت أرامكو تعزيز قدراتها في إنتاج النفط الخام؛ بما في ذلك الجهود المستمرة لزيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة للنفط الخام بمقدار مليون برميل إضافية يومياً بحلول عام 2027، ومن المتوقع أن توفر الشركة جزءاً من هذه الكمية الإضافية في عام 2025 من حقلي المرجان والبري البحريين.

توطين سلاسل الإمداد

وتواصل أرامكو السعودية بذل الجهود التي تهدف إلى تطوير المواد والقدرات الصناعية في المملكة؛ وذلك في إطار جهودها المستمرة لتعزيز مرونة سلسلة التوريد ودعم التنمية الاقتصادية الوطنية.

وواصلت أرامكو البناء على نجاحات برنامج "اكتفاء"؛ وذلك من خلال إبرام أكثر من 90 اتفاقية لبناء علاقات تعاون طويلة الأجل مع موردين استراتيجيين محليين، ووقعت الشركة أكثر من 100 اتفاقية ومذكرة تفاهم بهدف المساعدة في تطوير بيئة صناعية متنوعة ومستدامة ومنافسة على الصعيد العالمي. 

كما شرعت في توسيع نطاق برنامجها للاستثمارات الصناعية "نماءات أرامكو"، إضافة إلى إنشاء برنامجها الجديد "تليد"، الذي يهدف إلى تسريع وتيرة نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة كما وقعت أيضاً اتفاقية إطار عمل تتعلق ببرنامج شريك الخاص بالمملكة لدعم جهود الشركة في توطين سلسلة التوريد.

التخلص من الكربون

تواصل أرامكو السعودية العمل عن كثب مع قطاع صناعة السيارات لتطوير أنواع وقود اصطناعي ذات انبعاثات كربونية أقل، ومحركات عالية الكفاءة، إلى جانب التعاون مع قطاع صناعة المواد لتطوير حلول تكميلية للفولاذ والأسمنت. 

كما تخطط الشركة لأن تصبح من كبار مصدري الهيدروجين منخفض الكربون، والذي يتمتع بإمكانات عالية للدخول في الصناعات ذات الانبعاثات، التي يصعب تخفيفها.

وتظل أرامكو السعودية حريصة على التزامها بدعم مبادرة السعودية الخضراء، ذلك البرنامج الضخم الذي يهدف إلى التشجير واستخدام الطاقة النظيفة في المملكة، إلى جانب مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، كما تدعم الشركة بقوة هدف المملكة للوصول إلى الحياد الصفري من خلال المنهجية المعنية بالاقتصاد الدائري للكربون.

للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا

تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام

ترشيحات:

خاص- 16 مليار ريال توزيعات نقدية لـ7 بنوك سعودية عن النصف الأول 2023

"أكواباور" السعودية تخطط لزيادة حجم الأصول المدارة إلى 3 أضعاف خلال 7 سنوات

23 شركة سعودية تتكبد خسائر متراكمة تتجاوز 13 مليار ريال بنهاية الربع الثالث 2023