بوابة مصر الجديدة

مي عمر: شخصية «ليل» في مسلسل الفتوة تشبهني.. وتوحدت مع الدور (حوار)

لنبدأ من ردود الفعل على الحلقات الأولى لمسلسلك «الفتوة»؟

- الحمد لله، سعيدة جدًا بردود الفعل حول شخصية «ليل» التي أجسدها ضمن الأحداث، وتعلق الجماهير وتفاعلهم معها، والظروف التي تواجهها، من عنف والدها معها وأزمتها مع طليقها، وصراحة أحببتها جدًا، وتعلقت بها، وستشهد تحولا كبيرا في الحلقات المقبلة ستكون مفاجأة.

ما سبب حماسك للمسلسل ولشخصية «ليل»؟

- السيناريو والحدوتة جذبتنى جدًا للكاتب هانى سرحان، العلاقات بين الشخصيات داخل الأحداث، وكونه يعود لحقبة زمنية قديمة، كان حلما بالنسبة لى تقديم عمل في زمن مختلف وتمنيت العيش في العصر القديم، وملابسهم كانت تستهوينى جدًا، إضافة لشخصية «ليل» لأنها جميلة وبريئة، ولكنها في نفس الوقت عنيدة وقوية ليست ضعيفة على الإطلاق، وهو ما سيظهر تباعًا.

ماذا عن التحدى الذي واجهته «مى» في مسلسل «الفتوة»؟

- «ليل» هي ابنة الفتوة، مدللة منذ الصغر، تبحث عن الحب، والزواج من شخص تحبه، تزوجت من فتوة المدبح، أهلها وافقوا عليه، رغم فارق السن بينهما، وزواجه من عدة زوجات، كان يضربها ويقهرها، استسلمت له لأنها كانت متخيلة أنها لن تجد قصة الحب التي تبحث عنها، وبمجرد طلاقها ومعرفتها بـ«حسن الجبالى» يكشف منها الشخصية القوية، تعانى من تنمر زوجة والدها، محرومة من الحنان والحب، تبحث عن والدتها التي هربت من والدها وسيتكشف هذا الخط الدرامى فيما بعد، كان تركيزى على أن تبدو «ليل» حقيقية للجمهور، ويتفاعلوا معها، وأن أعيش حالة من التوحد معها، وهنا كانت الصعوبة، الوصول لقلوب المشاهدين ليس أمرا سهلا على الإطلاق و«ليل» من الشخصيات التي تطلب ذلك، مساحة التمثيل كذلك مختلفة، وقسمت الشخصية لأكثر من مرحلة، لأنها مركبة، وبعد الحلقة العاشرة مرت بمواقف كثيرة صعبة في حياتها وتغيرت علاقتها بكل من حولها، وكنت أدعو ربنا «يارب ليل تعجب الناس على قد ما كنت حباها».

لماذا تمنيتِ العيش في عصر الفتوات؟

- كان فعلا حلما، وبمجرد أن دخلت الديكور بمدينة الإنتاج الإعلامى «أغرمت» به، لأنه كان واقعيا جدًا وأقرب للحقيقة، مهندس الديكور أسامة عباس كان أهم بطل في الفتوة من وجهة نظرى، نجح في نقلنا لهذا العصر، شكل البيوت والإضاءة فيها دفء غير دلوقتى، ذاكرت هذه الفترة جيدًا شاهدت كل الأعمال التي تعرضت لها في السينما المصرية ومن بينها أفلام «الحرافيش» و«التوت والنبوت» و«بين القصرين»، وبحثت كثيرًا عبر الإنترنت عن تلك الحقبة وكان أمرا في غاية الصعوبة، وكان أكثر تخوف بالنسبة لى أن نقدم شيئا مشابها لتلك الأعمال، لكن الحدوتة مختلفة تمامًا، والعامل الوحيد المشترك هو معالجتنا لهذه الفترة فقط ولكن بروح جديدة.

كيف لمستِ نظرة المجتمع للمرأة في هذا الزمن؟

- كانت مقهورة، ليست لديها أي حقوق، لدرجة أنها كانت لا تجلس للطعام على نفس المائدة مع زوجها، حسن الهلالى نموذج «فلتة» في تعاملاته مع ابنته وفق ثقافة هذا الزمن، كانت الست تتعامل بطريقة غير جيدة.

ألا تعتبرين الرجوع إلى زمن الفتوات في دراما 2020 مغامرة؟

- بالتأكيد مغامرة، لكنى تحسست حماس الجمهور مع طرح أول بروموهات المسلسل، لمست حالة من التشوق في الشارع، عن الحكاية التي يتناولها العمل، وكيف سيتم تقديم تلك الحقبة القديمة؟، خاصة أن السينما والدراما التليفزيونية لم تتطرق لها منذ سنوات بعيدة، والحمد لله كنا عند حسن ظن الجمهور.

إلى أي مدى «ليل» تشبهك؟

- بيننا الكثير من العوامل المشتركة، من بينها «العند»، لأننى عنيدة بعض الشىء، لكنها كشخصية أقوى منى في الحقيقة، والمنحى الإنسانى فيها غنى وحلو جدًا، عيونها مليئة بالكلام، وفى كثير من المشاهد كنت أعتمد على ردود فعلها وما يدور في خيالها، عاطفية جدًا وأعتبر الحلقة الخامسة المشهد الذي جمع بين أحمد خليل وياسر جلال وأنا كنت أستمع لهما، من أقرب الحلقات إلى قلبى، رغم أننى لم أتحدث فيه، كل العوامل ممتعة الديكور والإضاءة والموسيقى والإخراج لحسين المنباوى.

هناك مساحة تمثيل صامت متعددة في شخصية «ليل»؟

- بالفعل هناك الكثير من المشاهد لشخصية «ليل» تحديدًا صامتة، لكنها مرهقة ويجب أن تحمل رسائل ومعانى كثيرة للمتلقى، وهنا كانت الصعوبة، ورأيى أن قوة المسلسل تكمن في كم المشاعر الضخمة التي يحملها في علاقات شخصياته ببعضها البعض، والقادم في مشاهد «ليل» هو الأصعب لأن لديها خيوطا درامية متغايرة مع أكثر من شخصية، تواجه مشاكل عديدة ولا تسير على وتيرة واحدة.

من هو الفنان الذي كانت مشاهدك الأصعب معه؟

- مشاهد «ليل» مع والدتها، وكذلك مع شقيقها ضمن الأحداث الفنان أحمد صلاح حسنى كانت مليئة بالانفعالات.

مشاركة كبار النجوم في العمل كيف ترين ذلك؟

- صراحة اختيار الكاست كان فيه توفيق كبير جدًا للمخرج حسين المنباوى، وكنت محظوظة أن معظم مشاهدى مع الفنان أحمد خليل وهو ممثل رهيب وياسر جلال ورياض الخولى، ومشاهدى كلها مع ممثلين جامدين، وهو بالتأكيد يزيد من المسؤولية.

ومن المشهد الذي لن تنسيه من تلك التجربة؟

- هناك 3 مشاهد، الأول المقابلة الأولى بين «ليل» وحسن الجبالى في الدكان الخاص به، لأنه كان أول مشهد صورته في المسلسل، إضافة لمشهد في الحلقة تقريبا الـ 28 كان مشهد مواجهة مع الفنانة عايدة رياض، وبسببه أعانى من التهاب في أحبالى الصوتية حتى الآن، تعبت فيه جدًا، ومشهد آخر مواجهة مع شقيقى «عزمى» أحمد صلاح حسنى.

كيف كان التعاون مع المخرج حسين المنباوى؟

- لا شك أتشرف بالتعاون معه، صاحب رؤية، محب للممثل جدًا، يرفض الاستسهال، مخرج عينه حلوة، مريح، قوى، هادئ، يخرج الممثل في أفضل صورة وأداء.

ما الذي أضافه لكِ؟

- زال الرهبة، منحنى الراحة، حمسنى لتمثيل كل حاجة وكل مشهد، أحب المسلسل والدور، وعمره ما استخسر أي حاجة محتاجاها الشخصية، ودائمًا يتقبل أي اقتراح.

من كان وراء اللوك الخاص بـ«ليل»؟

- المخرج حسين المنباوى هو الذي اقترح اللوك من أول يوم بروفات على الشخصية، طلب شكل الشعر الطويل ورسم عيونها بتلك الطريقة، والمكياج، وحرص على اختلافها، وكذلك ملابسها تم اختيارها وتصميمها بعناية، لمصممة الأزياء مونيا، تعبيراتها ومشاعرها والجمهور مازال لم يشاهد منها الكثير.

ماذا عن الجانب الرومانسى في العمل؟

- القصة مليئة بالعلاقات الرومانسية، والمميز فيها رقيها، وأنها تشبه القصص القديمة التي افتقدها المشاهد، الحب القديم الراقى السلس.

هل تأثرتِ بأى شخصية أثناء تجسيدك لـ«ليل»؟

- لا، لم أتأثر بشخصية معينة، وكنت مهمومة بأن المشاهد حينما يشاهدها يشعرون أنهم عادوا بالزمن لهذا الزمن الجميل.

هل تتعجل مى عمر البطولة المطلقة؟

- لا أحسب الأمر بهذا المنظور، البطولة مهمة بالتأكيد، ولكن تأثير الدور هو الأهم بالنسبة لى، وإن شاء الله أحضر لعمل قريبًا سيكون مفاجأة للجمهور.

تقييمك للمنافسة في الماراثون الرمضانى
هذا العام؟

- المنافسة قوية بدون شك، والموسم الرمضانى 2020 مختلف، الأعمال المقدمة متباينة لا تشبه بعضها، كل مسلسل له خط درامى مميز عن غيره، وبالتالى المتفرج مبسوط لأن الوجبة المعروضة له متكاملة.

أخيرًا كيف كان التصوير في ظل خطر فيروس كورونا؟

- حرصت على تعقيم يدى كل 3 دقائق، والاحتياطات داخل مدينة الإنتاج على أعلى مستوى، وكان هناك طبيب متواجد باستمرار داخل اللوكيشن يوميًا، ومن حسن حظنا انتهاؤنا من كافة مشاهد المجاميع والخارجى قبل ظهور الكورونا.