بوابة مصر الجديدة

سليمان أبوحراز «الصوفى الزاهد» الذى ذبحته العناصر التكفيرية وظهر في مسلسل «الاختيار»

لاقتراحات اماكن الخروج

أعرب أبناء محافظة شمال سيناء عن سعادتهم بقيام الفنان رشدى الشامى، بتجسيد شخصية الشيخ سليمان أبوحراز «الشيخ حسان» فى مسلسل الاختيار الذى تعرض حلقاته خلال شهر رمضان، ويتابع حلقاته أبناء سيناء بشغف لما يجسده من أحداث مرت بها شمال سيناء وشخصيات من المجتمع السيناوى.

وتناول المسلسل حياة أحمد صابر المنسى، قائد الكتيبة ‏‏103 صاعقة، الذى استشهد فى كمين «مربعة البرث» جنوب مدينة رفح عام 2017، أثناء التصدى لهجوم إرهابى للعناصر التكفيرية، حيث يُظهر العمل العديد من الجوانب الاجتماعية والإنسانية ‏فى حياة البطل الراحل‎.

وقال مصطفى عودة، أحد أبناء القبائل البدوية بشمال سيناء، إن الفنان رشدى الشامى جسد دور الشيخ سليمان أبو حراز «الشيخ حسان» ببراعة، حيث تأثر جدًا بالشخصية والحديث الذى قاله قبل لحظة اغتياله من قبل العناصر الإرهابية، فالشيخ سليمان أبو حراز إحدى الشخصيات السيناوية التى دفعت حياتها ثمنًا لحبها تراب هذا الوطن ومواقفه التى ترفض ممارسات العناصر الإرهابية والتصدى للأفكار المتشددة التى انتشرت فى شمال سيناء.

وأضاف محمد سلمان، أحد أبناء الطرق الصوفية، أن الطرق الصوفية المنتشرة بشمال سيناء تعد حجر عثرة أمام انتشار الفكر التكفيرى المتشدد، حيث إن المتصوفين من أهل شمال سيناء يرفضون ممارسات العناصر التكفيرية ويسعون إلى عدم تغلغل الفكر التكفيرى بين الشباب، بجانب مساندة الدولة ضد الإرهاب.

الشيخ سليمان أبو حراز

أشار «سلمان»، إلى أنه تم تجسيد دور الشيخ أبو حراز فى مسلسل «الاختيار»، حيث ظهر كشيخ بدوى يلتقى أحمد المنسى قائد الكتيبة 103، ويبلغ عن أحد أبناء شقيقه لانضمامه للعناصر الإرهابية، لتقوم العناصر الإرهابية باختطافه وقتله بدم بارد بعد تصوير مقطع فيديو للحظة إعدامه.

ويعد الشيخ سليمان أبو حراز الذى ينتمى لقبيلة السواركة العريقة، أحد أقطاب الطرق الصوفية بشمال سيناء، ويطلق عليه بين أبناء سيناء القطب الصوفى الزاهد، حيث كان يقطن منطقة المزرعة جنوب مدينة العريش، وله ديوان بسيط بجوار منزله يستقبل فيه مريديه وأحبابه، بجوار مسجد بناه بجوار منزله للصلاة والعبادة وإقامة الحضرات الصوفية وسط مريديه وأتباعه.

أبوحراز برغم أنه تخطى المائة عام بعامين أو ثلاثة تجد ذهنه حاضرا ونشيطا تجده فى مقدمة الصفوف فى الحضرات الصوفية التى يتم عقدها فى مختلف الزوايا والمساجد التى تتبع الطرق الصوفية بشمال سيناء، وكان قليل الكلام كثير الذكر والتسبيح، وما إن يحل فى مكان تجد تهافت الجميع عليه لتقبيل يديه ونيل البركة والدعاء بصلاح الأحوال، وكان دائما يوصى مريديه وأتباعه بالصلاة وبر الوالدين والعمل بجد واجتهاد والسعى وراء الرزق الحلال، كما كان يزوره كثيرون رجالا ونساءً فى ديوانه بمنطقة المزرعة من أجل البركة والدعاء، حاملين الهدايا المتنوعة، ولكنه لا يأخذ شيئا من الهدايا فبمجرد مغادرة مقدم الهدية يقوم بتوزيعها على الحاضرين والزائرين، فقد كان رحمة الله عليه زاهدا عابدا لا ينظر إلى الدنيا، فقد كان كل همه الآخرة.

«أبوحراز» له كرامات كثيرة يرويها أتباعه ومريدوه، فهو صديق لعدد من الأمراء العرب، والذين عرضوا عليه الإقامة فى قصورهم إلا انه رفض ترك سيناء أو الخروج منها، كما أنه كان صديقًا مقربا لعدد من القيادات التنفيذية والسياسية بشمال سيناء، فالجميع يزورونه ويجلسون فى حضرته تاركين الدنيا وراء ظهورهم حبا فيه وفى زهده.

وأكد للمقربين منه على وقوع فتنة كبيرة بشمال سيناء تسيل دماء كثيرة على إثرها، وأنه سيموت فى تلك الفتنة على يد شخص يموت بعد ذلك عطشًا فى وسط الصحراء أثناء هروبه من الملاحقات الأمنية، وهو ما حدث بالفعل، حيث يقال إنه تم العثور على قاتله ميتا من العطش فى إحدى المناطق الجبلية.

وفى التاسع عشر من شهر نوفمبر من عام 2016 أعدمت العناصر الإرهابية الشيخ سليمان أبو حراز بالسيف عن طريق العناصر التكفيرية، وبث شريط فيديو مصور للحظة إعدامه مرتديا بدلة الإعدام، فلم يمنع العناصر الإرهابية من ذبحه تجاوزه المائة عام، وأخفوا جثته حتى لا يتحول قبره إلى مقام يلتف حوله أتباعه ومريدوه، وقد بكته قبيلة السواركة وجميع قبائل سيناء ونعته الطرق الصوفية وكبار أئمة التصوف على مستوى العالم العربى والإسلامى وعلى رأسهم الحبيب بن على الجفرى والشيخ على جمعة، وتم إطلاق جائزة دولية باسمه فى حفظ القرآن الكريم.

وجاء مسلسل «الاختيار» ليذكر أتباعه ومريديه بالشيخ خالد الذكر سليمان أبوحراز المحب لوطنه ولأرضه فى كلمات قالها قبل لحظة إعدامه أبكت جميع من عرفه ومن سمع بكراماته. والاختيار بطولة أمير كرارة وأحمد العوضى ودينا فؤاد وسارة عادل وضياء عبدالخالق وعدد كبير من الفنانين وهم محمد إمام وآسر ياسين ومحمد رجب وإياد نصار وكريم محمود عبد العزيز وماجد المصرى وصلاح عبد الله وكريم عبد الخالق ومحمد عز ومها نصار ورشدى الشامى ودياب وآخرون، وهو تأليف باهر دويدار وإخراج بيتر ميمى.

  • الوضع في مصر

  • اصابات

    15,003

  • تعافي

    4,217

  • وفيات

    696