"كورونا" يشل حركة التجارة حول العالم

أصيبت حركة التجارة الدولية بالشلل خلال فترة وجيزة من تفشي فيروس كورونا مما أثر بدوره على كل من الصادرات والواردات، حيث توقعت منظمة التجارة العالمية تباطؤ حركة التجارة السلعية حول العالم في الأجل القصير نتيجة للاضطرابات الناتجة عن تداعيات الفيروس لظروف عدم اليقين وإغالق الحدود بين الدول، بما في ذلك دول الإتحاد الاوروبي.
وتشير التقارير الي أن تجارة الخدمات في العالم تشهد تباطؤا منذ عام 2019، حيث انخفض معدل ً ملحوظاً تشير التقارير إلى نموها من 7.4 % في الربع الأول لعام 2019 ،إلى حوالي 8.2 % في الربع الثالث لعام2019.

ومن المتوقع أن يتواصل الانخفاض، لاسيما أن تفشي فيروس كورونا أثر سلباً في الأجل القصير لميزان مدفوعات الدول مثل خدمات النقل الجوي، وخدمات على عدد من الخدمات المهمة التي تمثل أساساً من أكثر القطاعات تأثرا ً السياحة اللتان تعتبران بتفشي الفيروس
على سبيل المثال، سجل مقياس تجارة

خدمات النقل الجوي للركاب ومقياس تجارة خدمات نقل السلع 5.93 و 3.94 نقطة على التوالي يغطي المؤشران التطورات حتى يناير 2020 ويعكسان إلى حد ما الجهود التي بُذلت في ذلك الوقت للحد من انتشار المرض، خصوصاً في الصين والدول المجاورة كاليابان وكوريا الجنوبية.
بالنسبة لقطاع السياحة، يعتبر السائحون الصينيون من أهم جنسيات السائحين في عدد من دول العالم وبالتالي فإن انتشار الفيروس من المؤكد أن يخفض الإيرادات المتوقعة لشركات السياحة حول العالم التي تُعد أسواقا الجنوبية، وعدد من الدول العربية.

بالتالي التأثير على ً سياحية للصين من أهمها اليابان، وكور ميزان المدفوعات الذي لن ينحصر فقط في الأثر السلبي على قطاع السياحة بل سيطال كذلك قطاع الفنادق
الذي سجل خسائر في الصين، حيث تم إلغاء غالبية حجوزات

الفنادق بعد الإعالن عن تفشي الفيروس مما كبد القطاع السياحي في الصين خسائر فادحة.
ليس من المتوقع أن يسترد القطاع السياحي عافيته خلال الفترة المتبقية من عام 2020 ،حيث قد يمتد الأثر إلى نهاية عام 2021 ،فربما يبدأ في استرداد عافيته لكن ليس بمستوى ما كان عليه قبل الأزمة حتى في حال انحسار الفيروس نظرا للانطباع السلبي حول المرض الذي سيطر على السياح العالميين. ً

في هذا الصدد، من المتوقع أن يتغير ترتيب دول العالم في مؤشر تنافسية السفر والسياحة الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي.

فالصين التي تحتل المركز رقم 13 بنحو 7.26 نقطة في المؤشر من المتوقع أن تتراجع في عام 2020 ،وكذلك الحال بالنسبة للدول التي تشهد معدالت إصابة مرتفعة بالفيروس وبالاخص دول الاتحاد الاوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية نتيجة للضوابط والقيود التي فرضتها الدول القاضية بمنع الدخول والخروج بالاضافة إلى إغالق المناطق السياحية والترفيهية إلى حين إشعار آخر.

ووفقًا لمقياس تجارة الخدمات الصادر من منظمة التجارة العالمية في 11 مارس 2020 ،من المتوقع ً أن يستمر ضعف معدل نمو تجارة الخدمات العالمية بسبب الفيروس، حيث من المرجح أن ينخفض أكثر في الأشهر المقبلة